[ذكر أنه لا يمر عصر من الأعصار إلا وفي أهل البيت (ع) من يصلح للإمامة]
  وقد سمعنا من رفضة أهل البيت $ مراراً، وفهمنا من لحن قولهم أسفاراً، من يقول إنَّا نتبع من تقدم منهم دون من تأخر، وجعل ذلك ذريعة إلى ستر ما هو عليه من رفض المتقدم وعناد المتأخر، ولو ساغ ذلك له لساغ لأهل العصر المتقدم مثله؛ فكان لهم أن يقولوا إنَّا نتبع من تقدمك ولا نتبعك؛ لأن الطريقة في ذلك واحدة، فحينئذٍ يحصل العلم - إن لم يكابر عقله - أن الحق واجب علينا للمتأخرين من أهل البيت $ وجوب الحق على من يتقدم من أمثاله وأسلافه للمتقدم، وأن المسألة في ذلك واحدة، وأن أمرهم مبني على موافقة الكتاب العزيز بشهادة النبي الصَّادق ÷، فكيف يجوز قصر ذلك على وقت دون وقت، هذا إتباع الهوى، ومجانبة الهدى، وسلوك منهاج الردى.
[ذكر أنه لا يمر عصر من الأعصار إلا وفي أهل البيت (ع) من يصلح للإمامة]
  واعلم أن ممَّا يجب أن يعلمه كل مسلم: أنه لا يمرّ عصر من الأعصار، ولا وقت من الأوقات إلا وفيهم من يصلح للإمامة، ويؤهل للزعامة، وأن الأمة إنما أتيت من قبل أنفسها لا من قبل عترة نبيئها - عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام - وكيف لا
= ورواه أيضاً الدولابي في الذرية الطاهرة (١٦٦) رقم (٢٢٨)، والبزار (٣/ ٨٩) رقم (٨٦٤) عن علي #، وأخرجه مسلم (١٥/ ١٧٩)، والترمذي (٥/ ٦٢٢) رقم (٣٧٨٨)، وابن خزيمة (٤/ ٦٢) رقم (٢٣٥٧)، وابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ٤١٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥/ ٣٦٩)، والطبري في ذخائر العقبى (١٦)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٦٦) رقم (٤٩٦٩)، والنسائي في الخصائص رقم (٢٧٦)، وابن المغازلي الشافعي في المناقب (٢٣٤ - ٢٣٦)، وابن الأثير في أسد الغابة (٢/ ١٢)، والحاكم في المستدرك (٣/ ١٤٨)، وصححه وأقره الذهبي عن زيد بن أرقم وأخرجه عبد بن حميد (١٠٧ - ١٠٨)، وأحمد (٥/ ١٨٢)، وأورده السيوطي في الجامع الصغير (١٧٥) رقم (٢٦٣١)، وهو في كنز العمال (١/ ١٨٦) رقم (٩٤٥)، وأيضاً (ص ١٨٥) رقم (٩٤٣)، وأخرجه أبو يعلى في مسنده (٢/ ١٩٧) رقم (٣٧٦)، وابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ١٧٧)، والطبراني في الصغير (١/ ١٣١، ١٣٥، ٢٢٦)، وأحمد في المسند (٣/ ١٧)، (٦/ ٢٦)، وللإستكمال انظر التحف (ص ٤٢٩) حاشية.