شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]

صفحة 381 - الجزء 1

  وكانت وطأته # على بني العباس بقلبه، وكان قد أعيى هارون الرشيد⁣(⁣١)

  - لعنه الله - إلى أن مات، وقد بذل الأموال الجليلة الأخطار في قتله أو سمه؛ فصرف الله عنه كيده، وسلمه من شره.

  وكذلك المأمون⁣(⁣٢) بعده، طلبه بالجد والهزل، وتصنع أنواع التصنع إمَّا بالظفر بموادعته، والركون إلى جانبه، وإمَّا سمه أو قتله، فلم يقع له واحد من الأمرين، أمر إليه بوقر سبعة أبغل مالاً على أن يصالحه ويكاتبه فامتنع # من ذلك.

  ثم قام المعتصم⁣(⁣٣) بعد المأمون فكان أشد البليَّة منه خوفاً، وأعظمهم في أمره # تشدداً، حتى أنه جرد لطلبه # جيشاً، وأنفذ عليهم أميراً.


(١) هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس الملقب بالرشيد وهو من الغاوين المعتدين يكنى أبا محمد وقيل أبا جعفر، وأمه الخيزران كان عالياً من المفسدين وطاغياً من المتكبرين، وظالماً من الغاشمين، ولاهياً من الفاسقين، وكان شديد العداء لله ولرسوله ولأهل البيت $، قتل العترة وطردهم وشردهم في عصره فمنهم يحيى بن عبدالله بن الحسن قتله بالسم بعد أن أعطى له العهود والمواثيق والأيمان المغلظة، وكذلك سم أخاه إدريس بن عبدالله دس إليه وبعث إليه من سمه وهو بناحية المغرب، وقتل أيضاً عبدالله بن الحسن الأفطس وغيرهم من فضلاء العترة.

ولمزيد إطلاع على من قتل هارون من العترة راجع مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني، وتوفي هارون الغوي ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة، انظر الشافي ١/ ٢٢٠ مقاتل الطالبيين وغيرها.

(٢) المأمون، هو: عبدالله بن هارون الرشيد أمه زباد عبسية تدعى مراجل كان على وتيرة آبائه وإخوانه في الظلم والفساد مؤثراً للذات متبعاً للشهوات، مائلاً إلى المنكرات، وكان على منهاج سلفه من سفك دماء أهل البيت $ قتل في عصره الكثير منهم علي بن موسى الرضا سمه بعد أن عقد له البيعة، وأعطاه الأمان وغيره منهم $، وتوفي لثمان خلون من رجب سنة ثماني عشرة ومائتين، الشافي ١/ ٢٤٢، المقاتل.

(٣) المعتصم، هو: محمد بن هارون الرشيد كان على منهاج سلفه في الظلم والفساد والتجبر والعناد والفسوق والعصيان والعداوة لأهل البيت $ وظهر في أيامه محمد بن القاسم صاحب الطالقان فقتله بالسم وقيل: توارى أيام المعتصم والواثق، وآخر أيام المتوكل فمات في الحبس، وقيل =