شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر طرف من أمر الإمام القاسم بن إبراهيم (ع)]

صفحة 383 - الجزء 1

  ومن المنكرين لفضل أهل البيت $ من ينتسب إليه، ويتعازى في إظهار محبته، تألفاً لمن يصغي إلى جانبه، ويعتقد وجوب متابعته #، وتلبيساً على العوام بأني سالك منهاجه، غير متنكب لسبيله.

[بيان سبب الإحتجاج بقول الإمام القاسم (ع) في التفضيل]

  فاحتُجَّ بقوله # لقطع شغب المخالف؛ لأنه # صرح تصريحاً لا مساغ فيه للتأويل بأن الله - تعالى - فاضل بين عباده إبتداءً بغير عمل، وأن المفاضلة بينهم من أسباب التكليف، ولسنا نشك في أن ذلك مذهبه #، ومذهب الأئمة من آبائه - عليه وعليهم السلام والأئمة من أولاده $ إلى يومنا هذا؛ لأن الأدلة العقلية والسمعية قاضية بذلك، فإيرادنا لكلامه # لنكشف⁣(⁣١) لكل مسترشد أن من أنكر مفاضلة الله - تعالى - بين عباده وأنكر فضل العترة الطاهرة $ مخالف له #، وأن انتسابه إليه لا حقيقة له، وأنه إنما انتسب إليه ليتغطى حاله، وينفذ في الأغمار كيده، وقد كان ذلك، فنسأل الله - تعالى - العون على تطهير دينه من كل شائبة.

  فأمَّا من خالف في فضل أهل البيت $ من اليهود وغيرهم من فرق الكفر فلسنا نحتج عليهم بكلام الأئمة لأنهم ينكرون الصَّانع والنبوءة فضلاً عن الإمامة، فالكلام ينقل مع نفاة الصَّانع إلى إثباته تعالى، وتوحيده، وما يجوز عليه، وما لا يجوز، والمعترفون بالصَّانع كاليهود ومن شاكلهم ينقل معهم الكلام إلى إثبات نبؤة نبيئنا ÷، ثم نحتج بعد ذلك على الفريقين بقول الأئمة $؛ لأنه لا يتعرى من الأدلة العقلية، ولأن المخالف لنا في إثبات فضل أهل البيت $ والمفاضلة بين العباد يوهم الناس أن متابعتهم $ واجبة، وذلك حق إن إستمر ولم ينقض.


(١) نخ (ن): لينكشف.