شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر طرف من أمر الإمام الحسين بن القاسم العياني (ع)]

صفحة 400 - الجزء 1

  وكرماً، وهدىً⁣(⁣١)، وخشونةً، وعبادةً، وشجاعةً، قام ودعا إلى نفسه فبايعه المُستبصرون من أهل زمانه، فسار في الرعيَّة أحسن سيرة، وأجاب كل سائل، وبسط العلوم، وصنّف كتباً⁣(⁣٢) كثيرة في التوحيد والعدل، شهرتها تغني عن تعيينها بالذكر، وفسر القرآن تفسيراً جامعاً⁣(⁣٣)، ونشر الكلام في فضل أهل البيت $ في أكثر هذه الكتب، وهو موجود فيها، وفي جواباته على مسائل من سأله فإنه يظهر في جميع ذلك تفضيل أهل البيت $ على غيرهم من الخلق، ويوجب الفزع إليهم


=

حسدوا إذ لم ينالوا سعيه ... فالكل أعداء له وخصوم

وقتل # بمنطقة يقال لها عَرار في نواحي ريدة سنة أربع وأربعمائة وله نيف وعشرون سنة، وقبره في خارج ريده مشهور مزور.

وقد أثنى عليه الأئمة $ منهم: الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة، والإمام المنصور بالله # في هذه الرسالة، والسيد حميدان بن يحيى بن حميدان القاسمي ألف رسالة في تبرئة الحسين بن القاسم سماها (بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال) وأثنى عليه الهادي بن إبراهيم الوزير | في هداية الراغبين، وكذلك الإمام الحجة مجد الدين المؤيدي في التحف شرح الزلف، والإمام إبراهيم بن محمد المؤيدي الملقب بابن حورية، وغيرهم كثير.

(١) في (ن): زهداً.

(٢) ذكر الإمام الحجة مجد الدين المؤيدي أيده الله تعالى أن عدد مؤلفاته # ثلاثة وسبعين مؤلفاً، وذكر منها: كتاب مُهَج الحكمة، وكتاب تفسير غرائب القرآن، وكتاب مختصر الأحكام، وكتاب الإمامة، وكتاب الرد على أهل التقليد والنفاق، وكتاب الرد على الدعي، وكتاب الرحمة، وكتاب التوفيق والتسديد، وكتاب شواهد الصنع، وكتاب الدامغ، وكتاب الأسرار، وكتاب الرد على الملحدين، وكتاب نبأ الحكمة. وغيرها كثير وما زال أغلب هذه الكتب ولله الحمد موجودة بين أيدينا تدل على صحة عقيدة الحسين بن القاسم، وتنزيهه عما نسب إليه.

(٣) اسم كتاب التفسير (تفسير الغريب من كتاب الله) من أعظم كتب الإمام # نقل عنه في (المصابيح الساطعة الأنوار) شيئاً كثيراً، وعلماً غزيراً.