[جزاء المبغض لأهل البيت (ع)]
  في الآخرة، ولا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم(١)»، ولا معونة عليهم، ولا بغضاً لهم، ولا تخذيل عنهم، أعظم من الإعتقاد الفاسد الذي قدَّمنا ذكره، ولا شك في أن إنكار فضلهم، وجحدان شرفهم، يكون إنسلاخاً عن الدين جملة؛ لأن المعلوم من إجماعهم À أنهم أفضل البشر بعد رسول الله ÷، ورسول الله عندهم أفضل النبيئين، وهم أفضل الناس بعده، وهذا معلوم لكل مسلم عرفهم من إجماعهم وإعتقادهم، وإجماعهم حجَّة، كما قدمنا، يحرم خلافها، ويجب إتباعها.
  وقد قال النبيء ÷، فيما روينا عنه بالإسناد الموثوق به، مخاطباً لأهل بيته وقد شكوا عليه خيفة ما قد كان من جفوة أمته، فقال ÷: «لن يبلغوا الخير حتى يحبوكم لله ولقرابتي، أترجوا سهلب شفاعتي ويحرمها بنو عبدالمطلب(٢)؟»، فقال: ترجوا سهلب على بعدها مني داراً ونسباً شفاعتي -
(١) رواه الإمام علي بن موسى الرضا في صحيفته ص (٤٦٣)، والإمام أبو طالب في الأمالي (١٢١) بسنده عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي $، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (١٥٧)، والإمام يحيى بن حمزة في الانتصار. قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي - أيده الله تعالى - في لوامع الأنوار (ط ٢) (٢/ ٦٧٦): وأخرجه ابن عساكر، وابن النجار عن علي #.
(٢) هذا الحديث رواه الإمام المرشد بالله # بهذا اللفظ عن ابن عباس (١/ ١٥٤)، قال: جاء العباس إلى النبي ÷ فقال: إنك تركت فينا ضغائن قد صنعت الذي صنعت، ثم ساق الخبر بلفظه، وروي بألفاظ متقاربة وفي بعضها زيادة فهو مما اختلف لفظه واتحد معناه إذ معناها يدل على وجوب محبة أهل البيت $ واتباعهم، وفي بعضها دعاء من النبي ÷ لأهل البيت خصوصاً وبني عبد المطلب عموماً فمنها: ما رواه الطبراني في الأوسط (٥/ ٤٠٥) رقم (٧٧٦١) عن عبدالله بن جعفر، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «يا بني هاشم إني قد سألت الله لكم أن يجعلكم نجداء رحماء، وسألته أن يهدي ضالكم ويؤمن خائفكم ويشبع جائعكم والذي نفسي بيده لايؤمن أحد حتى يحبكم بحبي =