شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أن فعل الفاعل لا يعلل]

صفحة 436 - الجزء 1

  أهل المعرفة إلى مثله، فقد ألجأت الضرورة إلى ذكره لتظاهر القائلين به وكثرتهم في بلداننا هذه ونوافح أوامر من عنده.

  فينبغي أن ينبَّه صاحب هذه المقالة بأن يقال له: إن المرأة لها يدان ورجلان، وقد ثبت تفضيل الله - تعالى - للرجل عليها؛ وكذلك المملوك، وجعل للمرأة مثل نصف نصيب الرجل وهما تؤمان من طريق الأبُّوة والأمومة بوجه واحد؛ وكذا المملوك متصرف فيه متعبد بطاعة مولاه وخدمته حتى إذا فرط فيه عصى ربَّه، وإن كان مولاه فاسقاً وهو مؤمن بلا اختلاف بين الأئمة $ والعلماء في ذلك، ولأن الذي يقرون أنه أفضل منهم بعلمه له - أيضاً - آلة مثل آلتهم مع فضله عليهم في تلك الحال، وقد لا تستوي الآلة بأن يجعل الله تعالى بعضها أقوى من بعض وأجمل من بعض، وأصح وأحد إلى غير ذلك، والحال فيه ظاهر وإن إتفقت التسمية، ولأن المتَعبَّد أفضل ممن ليس بمتعبَّد، والآلة مستوية كما يعلم في الطفل والمجنون وربما كانت أيديهم وأرجلهم أقوى من آلة المتعبدين، فهذه فروق ظاهرة.

  ثم نبه على بطلان تلك المقالة: بأن المشابهة في بعض الوجوه لا توجب المماثلة على الإطلاق بقوله: (يا قوم ليس الدر قدراً كالبعَرْ)؛ لأن البَعرَ وإن ماثل الدر في الجسمانية والحدوث، فهو مخالف له في الشرف وتعظيم الله - سبحانه وتعالى - لأحدهما في قلوب العباد دون الآخر.

  (والدر) جوهر معروف.

  (والبعر) رجيع معروف، - أيضاً -، والتفاضل بينهما معلوم لكل عاقل؛ وكذلك سائر ما ذكر في البيت إلى آخره.

  و (النظار): هو الذهب.

  و (الأبرزي): هو الخالص.

  (والجوهر) في عرف اللغة: آنية مخصوصة نفيسة، وأصله نوعان: مبدوع، ومطبوع.