شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر صفة المبغض لأهل البيت (ع)]

صفحة 443 - الجزء 1

  وروينا عن النبيء ÷ أنه قال لعلي: «يا علي من أحبنا فهو العربي، ومن أبغضنا فهو العِلْج⁣(⁣١)»، والعلج في عرف العرب: هو المختص بالإحمرار والبياض من العجم كالترك، والروم، ومن شابههم وقاربهم من الأجناس.

  وأقول في معنى هذا الخبر: إن النبيء ÷ أراد بالعلج: الخلط؛ لأن ذلك معناه في أصل اللغة لا فرق بين العلج والخلط والغث، ولها أشباه لا وجه لذكرها ها هنا، فكأنه # قال: من أبغضنا فهو مختلف الأصل نسبته إلى واحد، وماؤه الذي خلق منه من واحد آخر، وهذا هو العلج الظاهر، وقلنا ذلك لأن المعلوم أن من العرب من يبغضهم، وقد أخبر ÷ خبراً مطلقاً أنه علج، وهو # لا يخبر إلاَّ بالحق.

  وقوله: «من أحبنا فهو العربي»، يريد؛ في الشرف؛ لأن من العجم مَنْ محبته للنبيء ÷ شديدة.

  وقد جاء الأثر بأن «من أحب قوماً فهو منهم⁣(⁣٢)» لقول النبي ÷: «سلمان منَّا»، «ومولى القوم منهم»، إلى غير ذلك، فلا وجه للخبر عندنا إلاَّ


(١) أمالي الإمام أبي طالب (٧٤)، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (١٤٠) عن الأمالي.

(٢) رويت الأخبار المحبة بألفاظ مختلفة في اللفظ متحدة في المعنى؛ فمن ألفاظه:

قوله ÷: «المرء مع من أحب» أخرجه البخاري في فضائل الصحابة (٧/ ٥١) رقم (٣٦٨٨) ومسلم في كتاب البر والصلة (٤/ ٢٣٢) حديث (٢٦٣٩) والطبراني في الأوسط (٦/ ٢١٦) رقم (٨٥٥٦) عن أنس بن مالك.

وأخرجه أيضاً البخاري في صحيحه في كتاب الأدب (١٠/ ٥٧٣) رقم (٦١٧١) والطبراني في الأوسط (٦/ ٤٦٠) رقم (٩٤٠٣) عن أنس أيضاً، وأخرجه البخاري في كتاب الأدب أيضاً (١٠/ ٥٧٣) رقم (٦١٧٠) والطبراني في الأوسط (٤/ ٢٥٢) رقم (٥٨٩٣) ومسلم في البر والصلة (٤/ ٢٣٤) رقم (٢٦٤١) عن أبي موسى الأشعري، وأخرجه أحمد في مسنده (٤/ ٢٩٣) رقم (١٨١١٥) والترمذي في الزهد (٤/ ٥٩٦) رقم ٢٣٨٧) وقال: حديث حسن صحيح، والطبراني (٢/ ٣٦٨) رقم (٣٥٦٣) عن صفوان بن عسال، وأخرجه أيضاً في الكبير رقم (٨٥١٨) والصغير رقم (٥١١١) عن صفوان بن =