[مقدمة الأرجوزة وشرحها]
  اختصرت الشواهد على غريب لغتها، والإتيان على جميع أدلتها، وقصدت بذلك تخفيف مؤنتها، وتعظيم معونتها، وهي هذه:
[مقدمة الأرجوزة وشرحها]
  [١]
  الحمدُ للمُهيمِنِ المنَّانِ ... جَمِّ النوالِ باسطِ الإحسانِ
  ذي الطولِ والعزةِ والسُّلطانِ ... لكلِ ذي شِدْقٍ وذي لِسَانِ
  مِنْ غَيرِ تقريظٍ ولا سُؤالِ
  (الحمد): هو التعظيم لمن أضيف إليه هذا اللفظ، ولا يجوز إلا لمن استحق ذلك، و لا أحق به ممن ابتدأنا بأصول النعم(١)، ومن هو مختص بصفات الكمال وليس ذلك إلا الله - سبحانه -.
  ومعنى الحمد: قريب من معنى الشكر، إلا أن بينهما فرقاً من حيث أن الشكر: هو التعظيم مع ذكر النعمة التي شكر عليها.
  والحمد: لا يفتقر إلى ذلك، فمن عَظَّمَ غيره ولم يذكر منه نعمة عليه كان حامداً ولم يكن شاكراً.
  و (المهيمن): هو الشاهد.
  و (المنان): هو المعطي، والعطيَّة: هي المنَّة، و (المن): هو العطاء بغير تنغيص ولا تكدير.
  (الطول): هو إتساع القدرة وتمكن البسطة.
  (العزة): هي المنَعَة، والتعزز: التمنع، والعزيز: هو الممتنع الجانب.
  (والسلطان): هو القدرة ها هنا.
(١) وهي: خلق الحي، وخلق حياته، وخلق قدرته، وخلق شهوته، وتمكينه من المشتهيات، وإكمال عقله، تمت.