شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مقدمة الأرجوزة وشرحها]

صفحة 49 - الجزء 1

  اختصرت الشواهد على غريب لغتها، والإتيان على جميع أدلتها، وقصدت بذلك تخفيف مؤنتها، وتعظيم معونتها، وهي هذه:

[مقدمة الأرجوزة وشرحها]

  [١]

  الحمدُ للمُهيمِنِ المنَّانِ ... جَمِّ النوالِ باسطِ الإحسانِ

  ذي الطولِ والعزةِ والسُّلطانِ ... لكلِ ذي شِدْقٍ وذي لِسَانِ

  مِنْ غَيرِ تقريظٍ ولا سُؤالِ

  (الحمد): هو التعظيم لمن أضيف إليه هذا اللفظ، ولا يجوز إلا لمن استحق ذلك، و لا أحق به ممن ابتدأنا بأصول النعم⁣(⁣١)، ومن هو مختص بصفات الكمال وليس ذلك إلا الله - سبحانه -.

  ومعنى الحمد: قريب من معنى الشكر، إلا أن بينهما فرقاً من حيث أن الشكر: هو التعظيم مع ذكر النعمة التي شكر عليها.

  والحمد: لا يفتقر إلى ذلك، فمن عَظَّمَ غيره ولم يذكر منه نعمة عليه كان حامداً ولم يكن شاكراً.

  و (المهيمن): هو الشاهد.

  و (المنان): هو المعطي، والعطيَّة: هي المنَّة، و (المن): هو العطاء بغير تنغيص ولا تكدير.

  (الطول): هو إتساع القدرة وتمكن البسطة.

  (العزة): هي المنَعَة، والتعزز: التمنع، والعزيز: هو الممتنع الجانب.

  (والسلطان): هو القدرة ها هنا.


(١) وهي: خلق الحي، وخلق حياته، وخلق قدرته، وخلق شهوته، وتمكينه من المشتهيات، وإكمال عقله، تمت.