[ذكر وقعة أحجار الزيت للإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع)]
  وكان جدها زمعة بن الأسود(١) أحد أزواد الركب من قريش وهم ثلاثة: أحدهم زمعة، والثاني: مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس(٢)، والثالث: أبو أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم، فهؤلاء الثلاثة من قريش يسمون أزواد الركب، ما كان أحدٌ يأخذ منهم زاداً في طريق ولا يدعونه طالت السفرة أم قصرت، قَلَّ الناس أم كثروا، فسموا لذلك أزواد الركب. ففي الحديث: أن أبا هند، وهو عبدالله أبو عبيدة بن عبدالله لما مات جزعت عليه جزعاً شديداً، وكان - أيضاً - من أجود العرب، وكان ممن تفضل عليه من الشعراء محمد بن بشر، فلما كان ذلك قال عبدالله بن الحسن # لمحمد بن بشر هذا: إن هنداً قد جزعت على أبيها فقل أبياتاً تسليها بهنَّ عنه وتعزيها، فقال: قد فعلت، فقال: قم وأسمعها إياها، فدخل عبدالله # وهو معه فاستنصتهم له فأنصتوا ولا يدري # ما قد قال، فقال:
  إذا ما ابن زاد الركب لم يمس نائياً ... قفا صفر لم يقرب الفرس وابرُ
  فقومي اضربي يا هند عينيك أن تري ... أباً مثله تُنمى إليه المفاخرُ
  وكنت إذا ما شئت سُميت والداً ... يزين كما زان اليدين الأساورُ
  وقد علم الأقوام أن بناته ... صوادق إذ يندبنه وقواصرُ
(١) زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، يكنى أبا حكيمة، كان من أشراف قريش، كان يدعى زاد الركب، ولما بعث الرسول ÷ كان من الكافرين المؤذين للرسول ÷، وقتل يوم بدر كافراً قتله أمير المؤمنين علي # شرح نهج البلاغة (١٣/ ١٠).
(٢) مسافر بن أبي عمرو (اسمه ذكوان) بن أمية بن عبد شمس، شاعر من أشراف بني أمية وساداتهم وأجوادهم في الجاهلية، نشأ بمكة، ووفد على النعمان بن المنذر فأكرمه وجعله من خاصة ندمائه، وكان صديقاً لأبي طالب في الجاهلية. الأعلام (٧/ ٢١٣).