شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة أحجار الزيت للإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع)]

صفحة 491 - الجزء 1

  إنّ امرءاً يرضى بأهون عيشة ... قصُرت مروته إذا لم تزددِ

  وممَّا حفظ عنه # قوله:

  متى أرى لِلْحَقِ نوراً ... وقد أسلمني ظلم إلى ظلمِ

  أمنية طال عذابي بها ... كأنني فيها أخو حلمِ

[مقتله وموضع قبره ~]

  فقاتلهم ~ قتالاً شديداً، ونكى فيهم نكاية عظيمة، وتولى القتال بنفسه، واشتهر مكانه ما قام له بطل إلاَّ أرداه، ولا واجهه فارس إلاَّ صرعه، وكان ربما رد أول ذلك الجند آخره، وأركب هدادته أعجازه وحده #، وكان حميد بن قحطبة يراوغه ويغري به الأشرار ولا يثبت له إذا قصده #، وفَعَلَ فعلاً لم يُعلم إلاَّ من جده علي بن أبي طالب @، فأشاح إليه جميع العسكر ونضحوه بالسهام من كل جانب فصرع به الفرس في أوساط القوم فاعتوروه بالرماح، وقد قيل إن حميداً في بعض أوقات القتال طعنه طعنة عظيمة في صدره ثم ضربه لما صرع على جبينه، وقيل ضرب على ذقنه وهو راكب فصرع، ووقع الإتفاق على أن حميد بن قحطبة - لعنه الله - حز رأسه، وكان القتال في شهر رمضان للتاريخ المتقدم، فأنفذ رأسه إلى أبي جعفر، واستوهبت أخته زينب جثته من عيسى بن موسى فوهبها إياها فدفن في البقيع، وقبره # مشهور مزور.

  وقد قيل إنه ظهر في قبره آية للناظرين، وذلك أنهم حفروه في أرض صلبة، فلما حفروا قدر ذراع وجدوا القبر ملحوداً مهيئاً على أبلغ ما يكون والمسك يتضوع منه، وهذا غير ممتنع، وقتلت طائفة عظيمة من أهل بيته $ وأشياعهم - رحمة الله عليهم -.