شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر طرف من أمر الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)]

صفحة 498 - الجزء 1

  وكانوا نجوماً يهتدى بها، وعبدالله وعمير ابنا الحسين بن علي بن الحسين، وتأخر عنه بإذنه الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن⁣(⁣١)، وموسى بن جعفر⁣(⁣٢) جاءه فانكب عليه وقال: «إجعلني في حلّ من تخلّفي عنك»، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه إليه فقال: «أنت في سعة⁣(⁣٣)».

[ذكر بداية ظهور مذهب الإمامية]

  ولم يعلم بين هذه العترة الطاهرة إختلاف في ثبوت الإمامة لمن قام من أحد السبطين الطاهرين الحسن والحسين @، وهو جامع لخصال الإمامة، إلى أيَّام المأمون وتصنع في عمل مذهب الإمامية، يريد بذلك فرق الشيعة والعترة، وأطلق الأموال الخطيرة


= إلى مصر، ثم إلى المغرب سنة (١٧٢ هـ) فاستجابت له البربر، واجتمعوا على بيعته وطاعته، وتمت له البيعة؛ فخرج غازياً حتى شارف مدينة فاس، ففتح معاقلها، واستولى على طنجة واستجاب له أهلها، ثم توجه إلى تلمسان وغزاها واستولى عليها وبايع له ملكها، وامتدت نفوذه، وتوسعت بسطته، وعظم أمره، وكان ذلك في أيام هارون الرشيد، فخافه خوفاً شديداً، ثم أرسل إليه رجلاً فسمه سنة (١٧٧ هـ) في طُلَيْطُلة من بلاد الأندلس.

(١) الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي، أبو عبدالله، قال في المقاتل: إنه حبس مع عبدالله بن الحسن وأخوته. انظر الجداول.

(٢) موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط ابن علي أمير المؤمنين $، من فضلاء أهل البيت وعلمائهم وعبادهم.

ولد # سنة ثمان وعشرين ومائة (١٢٨ هـ) بالأبواء، ويكنى أبا الحسن وأبا إبراهيم، أقدمه المهدي العباسي بغداد ثم رده، ثم قبض عليه موسى الهادي العباسي فحبسه ثم أطلقه، ولما تولى هارون الرشيد أكرمه وعظمه ثم قبض عليه وحبسه عند الفضل بن يحيى البرمكي، ثم أخرجه من عنده فسلمه إلى السندي بن شاهك، ومضى الرشيد إلى الشام فأمر السندي بن شاهك بقتله، فقيل: إنه سمه، وقيل: إنه لف في بساط حتى مات.

وكان # أسود اللون، عظيم الفضل، رابط الجأش، واسع العطاء، ولقب بالكاظم لكظمه الغيظ وحلمه، وكانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائة وعمره خمس وخمسون سنة.

(٣) انظر مقاتل الطالبيين (ص ٣٧٥، ٣٧٦).