شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان صفة ومرجع ومصير محب آل محمد (ع) المعترف بفضلهم]

صفحة 507 - الجزء 1

  و (الصنيعة) والمنَّة: معناهما متقارب، فيقول: يرى الموت بين أيدي العترة نعمة من النعم، وقسمة جزيلة من القسم.

[بيان صفة ومرجع ومصير محب آل محمد (ع) المعترف بفضلهم]

  [٥٤]

  فذاكَ مِنَّا كائناً مَنْ كانَا ... غداً ينالُ الفوزَ والجنانا

  ويردُ الحوضَ بما وَالَانَا ... حوضاً يُوافي عندهُ أبانَا

  معنى هذا البيت عائد إلى معنى البيت الأول، وهو في صفة محب آل محمد $، والمعترف بفضلهم المقر بحقهم، ومصيره ومرجعه، وأن محبهم منهم (كائناً من كان)، ونصب كائناً لوقوعه موقع المصدر وأجرى عليه حكمه.

  والدليل على أن محب أهل البيت من جملتهم: ما روينا⁣(⁣١) عن النبي ÷: أن الله - تعالى - قال له ليلة الإسراء: «من خلفت على أمتك؟، قال: أنت يا ربّ أعلم، قال: خلفت عليهم الصديق الأكبر، الطاهر المطهر، زوج ابنتك وأبا سبطيك، يا محمد أنت شجرة، وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربُوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلاَّ حُبًّا». فما ظنكم بمن أنكر فضلَ ثمرةٍ رسولُ الله ÷ أصلها، وزعم مع ذلك أنه شيعي لها، ما تنفع الدعوى بغير شهود.

  وقال ÷: «المرء مع من أحبّ، وله ما اكتسب».

  وورود الحوض لا يكون إلاَّ لأتباع آل محمد ÷ فهم أشياعهم، ولا يكون ذلك إلاَّ بالإعتراف بفضلهم ومطابقتهم في قولهم وعملهم واعتقادهم، ولا يرد الحوض إلاَّ من خلصت مودته لهم، ولا يخلص مودتهم من أنكر


(١) مجموع الإمام زيد # (ص ٤٠٦).