[حكاية مجادلته ~ للمخالف في فضل أهل البيت (ع)]
  هذا حكاية مجادلته للمخالف في فضل أهل البيت $ بالتي هي أحسن كما أمر الله - سبحانه - فاستغنى عن التفسير إلاَّ في اليسير لظهور المعنى فيه، فمعنى قوله (رواة سادة): يريد؛ فضلاء ثقات عدولاً نقلوا لنا أن أهل بيت النبي ÷ أفضل الناس وخير الناس، وأن الدين لا يستقيم إلاَّ بحبِّهم، فلذلك قال: (هو من أفضل العبادة) فمن ذلك ما روينا عن النبيء ÷ أنه قال حاكياً عن جبريل: «يا محمد طفت مشارق الأرض ومغاربها فلم أرَ أهل بيت أفضل من بني هاشم». ولا أصدق من دعوى قوم شاهِدُهم جبريل، ثقة الملك الجليل، وكذلك الخبر الذي قدمنا ذكره في قوله #: «قَدِّمُوْهُم ولا تَتَقَدَّمُوْهُم» وذلك يوجب الإنقياد لهم وكونهم قادة للكافة.
  وقد روينا - أيضاً - بالإسناد الموثوق به إلى جعفر بن محمد ~ بإسناده عن آبائه $ إلى النبيء ÷ أنه سئل: «من قرابتك الذين أمرنا الله بمودتهم؟
  قال: فاطمة وأبناؤها(١)». فهذه أخبار متظاهرة بعضها كافٍ في تصحيح معنى القافية وقيام الحُجَّة على المخالف.
  وقد رأيت أن لفظة من ذلك ما تعرى من دليل مفرد قائم بنفسه، وقد كان الناس في الصدر الأول لا يختلفون في أن الموالي لأهل البيت، والمعتقد لصحة ما هم عليه، يعتقد فضلهم على جميع الخلق حتى نجم هذا الخلاف المتناقض.
(١) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي عن ابن عباس (١/ ١٤٨)، وابن المغازلي الشافعي في المناقب (١٩١) رقم (٣٥٢) ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب (١/ ١٣١) رقم (٧٢) ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل من ثمان طرق (٢/ ١٣٠، ١٤٦) رقم (٨٢٢، ٨٤٣) وذكر له شواهد، ورواه ابن البطريق في العمدة من تفسير الثعلبي ومسند أحمد بن حنبل، ورواه الزمخشري في الكشاف (٤/ ٢٢٣) رقم (٩٨٨)، والطبراني في الكبير، وابن أبي حاتم، وابن كثير في تفسيره (٤/ ١٣٣)