شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إعتزاز الإمام (ع) بإتباعه نهج آبائه بالحجة والدليل]

صفحة 536 - الجزء 1

  يقال: عدى الطريق إذا مال منها وإن لم يتعمد⁣(⁣١)، وتعداها إذا مال متعمداً، و (المنهاج) معناه ومعنى الطريق والسبيل واحد.

  و (جدوده) هم الأئمة الأعلام - عليهم أفضل الصلاة والسلام -.

  و (الصيد): هم السَّادَة الفضلاء في عرف اللغة، وكان أصل الصيد في الإبل، واختلف فيه فقيل: هو داءٌ مَيَّل أعناقها، وقيل: هو أن الفحل إذا عظم حاله، وقهر سائمته التي هو فيها أمال عنقه عجرفة⁣(⁣٢) وصرف بخطاه⁣(⁣٣)، ثم نقل إلى الرؤساء بعد ذلك، ولا أتم رئاسة، ولا أعظم نفاسة ممَّا حكم الله - سبحانه - لآبائنا $ وأورثنا إياه إلى يوم نشر العظام، من ولاية خاص خلقه والعام، وإلحاق الكفر والفسق لمن أنكر حقنا في ذلك من جميع الأنام، فهذه رئاسة في المستحفظين منَّا عامة، وفضيلة من الله - تعالى - تامَّة، فله الحمد على ذلك حمداً يكافيء نعمه إلى مبلغ علمه ورضاه.

  وأهل البيت هم الصيد في المقامات التي تهجر فيها البيض الأغمادَ، وتزوَرُّ⁣(⁣٤) الهوادي والأكتار، فهم في تلك الحال أهل التبيهس⁣(⁣٥) والعمهجية، والأنوف الحميَّة، كم من ناظر فيهم ملء الأرض جنوداً ببعض عينه إحتقاراً وقلة، لا يميل في دين الله إلى الدنيّة، ولا سَلم للذلَّة، حتى تسيل نفسه الشريفة على شبا⁣(⁣٦) طوالها، وطبقات نصالها، ضاحكاً مستبشراً، فالحمد لله الذي جعلنا لهم خلفاً، وجعلهم لنا سلفاً.


(١) نخ (ن): يعتمد.

(٢) يكون الجمل عجرفيَّ المشي، وفيه تعجرف وعجرفيِّة وعجرفة، قلة مبالاة لسرعته، وهو يتعجرف: يتكبر. تمت قاموس.

(٣) نخ (ن): بخطا.

(٤) تزاور: عدل وانحرف. الهوادي: السنام. الأكتار: السنام المرتفع.

(٥) التبيهس: التبختر تبيهس تبختر، والعمهج المختال المتكبر، تمت قاموس.

(٦) الشبا: الحدَّ من كل شيء. والطوال: كناية عن الرماح.