شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بطلان قول من قال لا فضل إلا بعمل]

صفحة 553 - الجزء 1

[بطلان قول من قال لا فضل إلا بعمل]

  [٨١]

  ألْهَمَ يحيى حُكمَهُ صبيِّا ... وَجَعَلَ ابنَ مريمٍ نبيَّا

  في المهدِ حُكْمَاً نافذاً مقضيِّا ... فَمُتْ أسَاً إنْ كنتَ رافضيَّا

  (يحيى) المسمى في هذه القافية هو يحيى بن زكريا ª ورأيت لبعض⁣(⁣١) آبائنا À في تفسير قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ١٢}⁣[مريم]، أنه قال له الصّبيان: «إذهب بنا نلعب» وهو ابن ثلاث سنين، فقال ~: «ما للعب خلقنا»، وكان ذلك بإلهام من الله - سبحانه - له؛ لأن ابن ثلاث سنين في مجرى العادة لا يبلغ حسّه هذا الحد.

  و (ابن مريم): هو عيسى ~ وهو أقرب الأنبياء والمرسلين من أهل الشرائع إلى محمد ÷، وبينه وبين محمد @ ستمائة سنة كما حكي في التاريخ، وكان حمل مريم - كرمها الله تعالى - به ~ ثلاث ساعات من أول النهار، ربع نهار لا غير، وجاءها المخاض آية أظهرها الله - تعالى - بها وفيها، وذلك من قدرة الله - تعالى - قليل، وكان نبياً من أول وهلة، وقد نطق بذلك القرآن الكريم في قوله ~: {وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ٣٠}⁣[مريم].

  ووجه الإستدلال بهذه الآية أنَّا نقول: لا يخلو إمَّا أن يكون # نبياً في حال قوله - هذا قولنا - فيكون ~ صادقاً.


(١) هو الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي # ذكر ذلك في كتابه (البرهان في تفسير القرآن) في الجزء الثاني منه، في تفسير سورة مريم.