شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[صفة هذا الخصم المغلوب لما نفدت علله]

صفحة 562 - الجزء 1

[صفة هذا الخصم المغلوب لما نفدت علله]

  [٨٧]

  فمُذ بدا الحقُّ وأعمى بصرَهْ ... ثنَى بتعدادِ الشيوخِ خُنْصُرَهْ

  قالَ العلومُ فيهمُ مُنْحصرهْ ... ومَدَّ باعاً في الهدى مُقَصِّرهْ

  هذا صفة هذا الخصم المغلوب لما نفدت عِلَلُه، رجع إلى ذكر مشائخه وتعظيم علمهم، وتفضيلهم على غيرهم من هداتهم من عترة نبيئهم ÷، وقال: (لا علم إلاَّ ما عندهم)، فلذلك قال: (العلوم فيهم منحصرة).

  و (الخنصر): هي أول ما يقبض من الأصابع في العد والحساب، وهي الصغرى منهن ويليها البنصر، ثم الوسطى، ثم السبَّابَة. وروي أن النبيء ÷ سمَّاها المسبحة، وكان # يحب الأسماء الحسنى فلمَّا كان التسبيح يقع بها والسَّب دعاها بأحسن إسميها. ثم الإبهام وهي الكبرى.

[إحتجاج الخصم لشيوخه بكثرة العبادة]

  [٨٨]

  وقالَ هلْ تَحْسِبُهُمْ في النارِ ... بَعْدَ صلاةِ الليلِ والنهارِ

  وهَبَّةِ النومِ لدى الأسحارِ ... وذِكرِهِم للواحدِ الجبَّارِ

  وهذا نوع من إحتجاج المخالف للعترة، النافي لفضلها، وهو الذي يعتمد عليه جمهور أهل الإنكار لفضلهم، إذا قُطع واحدهم عند الجدال وظهر له الحق قال: (هذا الذي أنا عليه رأي فلان وفلان) وعد شيوخ مقالته العبَّاد، أهل الجد والإجتهاد، الذين جحدوا فضل العترة المرضيَّة، وساووا بينهم وبين غيرهم من البريَّة، وقال: (هل تحسبهم في النار)