شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حكاية الإمام (ع) بعض المخاطبة بينه وبين ذلك الرافضي]

صفحة 574 - الجزء 1

  و (شظب) مصر معروف في مغرب بلاد همدان، وسمع هذا المخذول يوماً في شظب يشرح في نفي فضل أهل البيت $ وأن الله - تعالى - لم يختصهم بشيءٍ من فضله دون سائر الناس؛ وإنما فضَّل من فضَّل من أحدهم المتقدمين بعد أبيهم وشيعتهم، فأمَّا المتأخرون فلا فضل لأحد منهم عنده إلاَّ لمن كان على رأيه ورأي شيوخه الذين أسّسوا له هذه المقالة، ثم ارتفع بعد ذلك في هذه الضلالة، من حالة إلى حالة، إلى أن بلغ النبي ÷ فنفى أن يكون الله - سبحانه - إختصه بالنبوءة، وأمره بالرسالة.

  وقال: ذلك بجده واجتهاده وعبادته، فوصل إلى ما وصل من الشرف باختياره وإرادته، ولو فعلتُ مثل فعله لأصبحت نبياً.

  فقلت: ما بينك وبين النبوءة إلاَّ أن تريد.

  فتواقَحَ. وقال: ما بينه وبينها إلاَّ أن يريد.

  فقلت: هب على إستحالة ذلك أن النبوءة داخلة تحت مقدورك فأين البيت الرفيع المنيع؟ فقد روي عن النبيء ÷ أنه قال: «ما بعث الله نبياً إلاَّ في منعة من قومه». ويحك ألم تعلم أنها لو كانت من مقدور البشر لما قصر عنها السَّبَّاق إلى الغايات، حامل الرايات، أمير المؤمنين ~ ولم نذكر طرفاً من المناظرة إلاَّ لما نرجوا من أنه بحمد الله لا يتعرى من الفائدة.

  ومن ألفاظ القافية: (هب): وهو المنتبه من نوم أو غفلة.

  و (دَب): مشى في⁣(⁣١) الأرض.

[حكاية الإمام (ع) بعض المخاطبة بينه وبين ذلك الرافضي]

  [١٠٠]

  فقلتُ مُسْتَهْزٍ بهِ في المحفلِ ... بحقِ هذا الرأسِ كُنْ مِثْلَ عَلِي


(١) في (ن): على.