شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان سبب توبة من سبق ذكره وأنه لابد من العمل والإخلاص]

صفحة 576 - الجزء 1

  ثم قال: (ما الشهد يا مهبول): يريد؛ يا مثكول، والثكل أهون عقوباته (مثل الحنظل)، أي لست من أولئك فلا تطمع فيما هنالك، وقس شبرك بفترك⁣(⁣١)، وقف عند انتهاء قدرِك، واعرف حقيقة أمرِك.

[بيان سبب توبة من سبق ذكره وأنه لابد من العمل والإخلاص]

  [١٠١]

  تَوَّبَكَ البِيْضُ الرِّقاقُ والأسَلْ ... وَطَعْنُ أبناءِ النبي في الوَهَلْ

  وقَدْ قَبِلْنَا القولَ فاجهدْ في العملْ ... وأَخْلِصِ النيَّةَ للهِ الأجلْ

  الأليق بهذا البيت أن يكون بعد قوله: (كأنني بقائلٍ يا ساداتي) وأحسب أنه في الأصل كذلك، والمراد فائدة اللفظ، وهي واقعة أينما وقع، وليس فيه إلاَّ ما هو ظاهر، يريد: أن من تقدّم ذكره بما حقق من أمره إذا انتفخ من الخوف منخره، وحاق به مكره، تاب خيفةً من السيوف والرماح، وفرقاً من الحَيْنِ المتاح، وذلك بمشيئة الله كائن عند نصر الله - تعالى - لأهل بيت نبيئه ÷. ثم أخبر بردهم الجميل؛ إذ المعلوم من دينهم قبول توبة كل تائب، وقد يأمرون مظهر التوبة بلسانه بالعمل والإخلاص لله؛ إذ الإيمان عندهم $ قول، وعمل، وإعتقاد.

  [١٠٢]

  وَكَمْ بِهَا مِنْ مُؤْمِنٍ نالَ الحَرَجْ ... في حُبِنَا وهو مُلِظٌّ ما خرجْ

  أصبحَ بالرحمنِ في أعلى الدُّرُجْ ... ما بَعْدَ ما كانَ بِهِ إلاَّ الفَرَجْ


(١) الفِتر بالكسر: ما بين طرف الإبهام وطرف المشيرة. تمت قاموس.

والشبر: ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخنصر. تمت قاموس.