[الكلام في مسألة الأرزاق]
  لغضبه مخلوق لا حيوان ولا جماد وقد ظهر ذلك لبني إسرائيل لما سألوه سبحانه المستحيل على ذاته وهو الرؤية بقولهم: {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً}[النساء: ١٥٣]، فسأل نبيئهم ~(١) لقطع شغبهم فتجلى سبحانه للجبل فجعله دكاً، فنعوذ بالله من غضبه، ونساله أن يصل سببنا بسببه.
[الكلام في مسألة الأرزاق]
  [٤]
  كَمْ معشرٍ ساقَ إليهمْ رزقَهُ ... قد خَلَعُوا من الرِقَابِ رِقَّهُ
  وقد عَصَوْا وجَحَدوهُ خَلْقَهُ ... جُلَّ الذي صوَّرَهُ ودِقَّهُ
  لِمُبْلِغِ الحُجَّةِ لا الإجلالِ
  (كم): معناه التكثير، وهو من كنايات العدد، وهو نقيض رُبَّ، لأن معنى رب التقليل.
  و (المعشر): هم الخلق الذين يجمعهم أمر من الأمور، لأنه إذا جمعهم أوجب العشرة، والعشرة هي المجاورة والصحبة.
  و (السوق): معروف، وأصله في الحيوان ويستعار لغيره.
  و (الرزق): هو الذي لمالكه تناوله والإنتفاع به وليس لأحد منعه على بعض الوجوه، وقولنا على بعض الوجوه: إحتراز من اليتيم فإن لوليه منعه من تناول رزقه إذا رأى ذلك صلاحاً، وكذلك المحجور عليه، والصائم إذا أراد أكل شيءٍ من ماله في نهار شهر رمضان لغير عذر كان لنا منعه من تناول رزقه على ذلك الوجه إذا تكاملت لنا شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرعلى ما يأتي بيانه إنشاء الله - تعالى - وما شابه ذلك.
(١) في (ن): صلى الله عليه وعلى آله.