شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(الكلام في أنه تعالى لا يريد الظلم)

صفحة 163 - الجزء 1

  وعذرهم عندما فعل بهم من الآفات التي أصابهم بها، ووضع عنهم الفرض فيها فقال سبحانه: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}⁣[النور: ٦١].

  ومن رحمته أنه أمهل من عصاه بعد استحقاقه للعقوبة؛ لأنه يستحقها⁣(⁣١) من يأتي المعصية، وأمر إليه الرسل ونبهه بالخواطر، ونصب له الأدلة، و جعل باب التوبة مفتوحاً لمن تاب.

(الكلام في أنه تعالى لا يريد الظلم)

  [٢٤]

  ولم يُرِدْ ظُلماً ولا فَسَادا ... لو شَاءَهُ ما عَذَّبَ العِبادا

  ولأَرَدْنا كُلَّ ما أرادا ... ثَمَّتَ وَالَيْنَا الذي قَدْ عَادَا

  وكان لا يَنْهى عن الإضْلالِ

  هذا هو الكلام في أنه تعالى لا يريد الظلم، ولا يرضى الكفر، ولا يحب الفساد، والخلاف في هذه المسألة مع المجبرة.

  معاني ألفاظ القافية:

  (الإرادة): ما يجب به كون الحي مريداً، وهي ضد الكراهة.

  و (الظلم): هو الضرر العاري عن جلب نفع للمضرور أعظم منه، أو دفع ضرر يوفي عليه، أو استحقاق لذلك.

  و (الفساد): هو كل فعل قبيح يتغير له الظاهر المعتاد.


(١) أي العقوبة، تمت.