شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(الكلام في المنزلة بين المنزلتين)

صفحة 210 - الجزء 1

  هذا هو الكلام في المنزلة بين المنزلتين، والخلاف مع الحسن بن أبي الحسن البصري⁣(⁣١)؛ فإنه قال: «الفاسق منافق»، ومع الخوارج⁣(⁣٢)؛ فإنهم قالوا إن (الفاسق كافر) ومع المرجئة⁣(⁣٣)؛ فإنهم قالوا إن الفاسق مؤمن.


(١) الحسن البصري، هو: الحسن بن أبي الحسن، واسم أبي الحسن يسار البصري أبو سعيد مولى أم سلمة، وقيل: مولى زيد بن ثابت، وقيل غير ذلك، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر في المدينة، قدم البصرة بعد مقتل عثمان ولقي علياً #، وروى عنه على الإختلاف في لقياه هل في البصرة أم في المدينة، توفي سنة عشر ومائة، وله ثمان وثمانون سنة، خرج له الجماعة، وأئمتنا الخمسة، والهادي # في الأحكام، وقد توسع صاحب الطبقات في ترجمته، انتهى من الطبقات.

(٢) الخوارج: سموا بذلك لخروجهم على أمير المؤمنين #، ويسمون الشراة لقولهم: إنهم باعوا الدنيا بالآخرة، ويسمون الحرورية لنزولهم بحروراء في أول أمرهم وهي بلدة بناحية الكوفة سماهم بذلك أمير المؤمنين #، ويسمون المحكمة؛ لقولهم: لاحكم إلا الله، ويسمون المارقة؛ للخبر المروي عن النبي ÷ لعلي #: «تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين»، وقوله أيضاً في ذي الخويصرة: «سيخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، وأصول فرقهم خمس:

الأزارقة: منسوبون إلى أبي راشد نافع بن الأزرق.

والإباضية: إلى عبدالله بن يحيى بن أباض.

والصِفرية بكسر الصاد إلى زياد الأصفر.

والبهيسية إلى أبي بهيس.

والنجدات إلى نجدة بن عامر، الملل والنحل لابن المرتضى ١١١، الملل والنحل للشهرستاني الجزء الأول ١١٤ إلى ١٣٨.

(٣) المرجئة: سميت بذلك لتركهم القطع بوعيد الفساق، والإرجاء في اللغة: التأخير، وهم الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل، ويقولون لاتضر مع الإيمان معصية، وقد قال فيهم الرسول ÷: «صنفان من أمتي لاتنالهما شفاعتي لعنوا على لسان سبعين نبياً: القدرية، والمرجئة» قالوا: فما القدرية؟ قال: «الذين يقولون أن المعاصي بقضاء من الله وقدر، والمرجئة الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل»، وهم فرق كثيرة، ولهم أقوال مختلفة.