شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)

صفحة 217 - الجزء 1

  وذهبت المعتزلة⁣(⁣١)، والزيدية⁣(⁣٢) الصالحية، وأصحاب الحديث، والخوارج على طبقاتها إلى أن الإمام بعد رسول الله ÷، بلا فصل، أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي بعدهم - أبعدهم الله -.


= قال الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني #: «إن جميع فرق الأمة أجمعت على إمامة زيد بن علي # إلا هذه الفرقة»، ويسمون الإثني عشرية لقولهم بإمامة إثني عشر إماماً منصوص عليهم أولهم أمير المؤمنين علي #، وآخرهم المهدي المنتظر عجل الله فرجه، وترتيب الأئمة لديهم كالتالي:

الإمام علي # استشهد بالجامع بالكوفة في محرابه، ضربه أشقى الأولين والآخرين عبد الرحمن بن ملجم سنة ٤٠ هـ، وبعده الإمام الحسن بن علي # استشهد بالسم سنة ٥٠ هـ، وبعده الإمام الحسين بن علي # استشهد بكربلاء سنة ٦١ هـ العاشر من محرم، وبعده الإمام زين العابدين علي بن الحسين # قتل بالسم سنة ٩٤ هـ، وبعده الإمام محمد بن علي بن الحسين الباقر # قتل مسموماً سنة ١١٤ هـ، وبعده ولده الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين قتل مسموماً سنة ١٤٨ هـ، وبعده ولده الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق توفي سنة ١٨٣ هـ، وبعده ولده علي الرضا بن موسى الكاظم قتل مسموماً سنة ٢٠٣ هـ سمه المأمون، وبعده ولده محمد الجواد بن علي الرضى قتل عام ٢٢٠ هـ، وبعده ولده علي الهادي بن محمد الجواد قتل سنة ٢٥٣ هـ، وبعده ولده الحسن العسكري بن علي الهادي قتل سنة ٢٦٠ هـ، وبعده الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه، وقد اختلفوا اختلافاً كثيراً واسعاً في تعيين من هو المهدي المنتظر.

وقد افترقت الإمامية فرقاً كثيرة، منها: الجعفرية والباقرية، والقطعية، والإسماعيلية، والكيسانية، والناووسية، والمباركية، والشمطية، والعمارية، والمفضلية، والمغيرية، وغيرهم، منها ما هو باق إلى اليوم، ومنها ما قد انقرض، ولمزيد من التعرف على هذه الفرقة انظر كتاب العقد الثمين للإمام المنصور بالله #.

(١) المعتزلة: فرقة من فرق العدلية، وهم أتباع أبي حذيفة واصل بن عطاء الغزال كان نادرة زمانه في فصاحته وبلاغته، وكان يحضر مجلس الحسن البصري ثم ناظره في المنزلة بين المنزلتين، وهي أن صاحب الكبيرة لايسمى مؤمناً ولايسمى كافراً بل له منزلة بين الإيمان والكفر، وكان الحسن ينكرها فاعتزل واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري، وتبعه عمرو بن عبيد، وكان الحسن يقول: ما فعلت المعتزلة =