(باب القول في الوعد والوعيد)
  وكان ممن أنكر إمامة أبي بكر خالد بن سعيد(١) وعبدالله بن بياضه حي من الأنصار من بني بياضة، وقالا: (لا بيعة إلا لعلي ابن أبي طالب #)، حتى رُوي أن الأنصاري(٢) قال شعراً، منه:
= إلى البصرة وتوفيت بها. تاريخ الطبري ٣/ ١٢١، الأعلام (٣/ ٧٨).
(١) خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي أبو سعيد: أمه أم خالد بنت حباب الثقفية من السابقين الأولين في الإسلام، قيل: كان رابعاً، وقيل: خامساً، وكان سبب إسلامه رؤيا رآها أنه على شعب نار فأراد أبوه أن يرميه فإذا النبي ÷ قد أخذ بحجزته فأصبح فذهب إلى رسول الله ÷ فعاقبه أبوه ومنعه القوت، ومنع أخوته من كلامه فتغيب حتى خرج بعد ذلك إلى الحبشة فكان ممن هاجر إلى الحبشة هو وامرأته مع جعفر بن أبي طالب، وقدم هو وأخوه عمرو من الحبشة مع جعفر، وشهد عمرة القضاء وما بعدها، واستعمله النبي ÷ على صدقات مذحج، وكان ممن تخلف عن بيعة أبي بكر مع أمير المؤمنين علي #، قتل يوم أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاثة عشر قبل وفاة أبي بكر بأربع وعشرين ليلة، وقيل سنة أربع عشر في صدر خلافة عمر.
(٢) قائل هذه الأبيات هو خزيمة بن ثابت الأنصاري الأوسي أبو عمارة ذو الشهادتين شهد بدراً وما بعدها، وكانت راية بني خطمة في يده يوم الفتح، وكان سيداً فيهم وشهد مع أمير المؤمنين # الجمل معركة الناكثين واستشهد بين يديه بصفين، وانتظر حتى قتل عمار بن ياسر، فلما قتل، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «تقتل عماراً الفئة الباغية» ثم سل سيفه وقاتل حتى قتل رحمة الله عليه سنة سبع وثلاثين ¥، وهو القائل لما بويع أمير المؤمنين #:
إذا نحن بايعنا علياً فحسبنا ... أبو الحسن مما نخاف من الفتنْ
وجدناه أولى الناس بالناس إنه ... أطب قريش بالفرائض والسننْ
وإن قريشاً ما تشق غباره ... إذا ما جرى يوماً على الضمّر البدُنْ
وفيه الذي فيهم من الخير كله ... وما فيهم كل الذي فيه من حسنْ
وهو القائل يوم معركة الجمل: =