شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)

صفحة 235 - الجزء 1

  حوائجهم لما احتاجوا إليه، ورجل ضارب بين أيديهم بسيفه⁣(⁣١)» وعلي أكبر أهل بيته لخبر أهل الكساء الذي اتفق الكل على صحته، فهذا الخبر - أيضاً - كماترى يفيد معنى الإمامة؛ لأن المضاربة بين أيديهم على الإطلاق لا تكون إلا بعد ثبوت الإمامة، وإذا ثبت ذلك لبني علي # فثبوته لعلي أولى.

  وإنما ذكرنا معاني هذه الألفاظ ليعلم العاقل المتأمل أنا لم نوردها من أوجه معراة عن المعاني الشريفة، وقد تقدم الكلام في معنى الخبر بما فيه كفاية.

  و (الشافع): هو سائل جلب النفع أو دفع الضر ممن يملكهما لغيره على وجه الخضوع، هذا حد الشفاعة.

  و (الصاحب): معروف، و (الحفي): هو المحب الشديد المحبة، لذلك يُكْثِرُ السؤالَ عمن أحبه حتى يقال: أحفى في السؤال، وأصله ما ذكرنا.

  و (أهل الزيغ): هم أهل الميل لا فرق بين قولهم، زاغ ومال ولهما نظائر، والمراد بأهل الزيغ ها هنا: المنافقون؛ لأنهم كانوا أشد الناس بغضة لأمير المؤمنين.

  قال بعض أصحاب النبي ÷: «ما كنا نعرف المنافقين على عهد النبي ÷ إلا ببغض علي ابن أبي طالب⁣(⁣٢)»، يريد بذلك ما


(١) رواه الإمام أبوطالب في الأمالي ٤٤٣، والإمام علي بن موسى الرضا في الصحيفة ٤٦٣ بلفظ: أربعة أنا شفيع لهم، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين بلفظ: ثلاثة أنا شفيع لهم يوم القيامة ... إلخ (١٣٩).

(٢) خبر: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببعضهم علي بن أبي طالب:

أخرجه الإمام الناصر الأطروش في البساط عن جابر بن عبدالله الأنصاري وأبي سعيد الخدري.

وأخرجه الإمام أبو طالب في الأمالي عن أبي سعيد الخدري ٤٩.

ورواه الطبراني في الأوسط عن جابر (١/ ٥٧٨) رقم (٢١٢٥) والبزار (٣/ ١٩٩) والهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٣٥ - ١٣٦).

ورواه الترمذي عن أبي سعيد (٢/ ٢٩٩)، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٢٩٤)، وأخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي ذر (٣/ ١٢٩) بلفظ: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن =