شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)

صفحة 243 - الجزء 1

  الأيسر بسرعته، وينجذب إذا جذبه اللاحق ولم يجد في الصف الأول مقاماً، وإن حدث بالإمام حدث وقدم رجلاً من المؤتمين لإتمام الصلاة تقدم معه، والصلاة تامة بالإتفاق.

  وإشارته # بالخاتم دون أكثر هذه الأفعال، ولما قلنا من هذه الأفعال التي جوزناها للمصلي أصول في الشريعة يمنعها المستحيطون لم يمنعنا من ذكرها إلا كراهة التطويل وكونها موجودة عند العالمين.

  ومنها: أنه لا يمتنع كون هذا الفعل خاصة لأمير المؤمنين #؛ لأن عندنا وعند كافة المسلمين أن التعبد يجوز اختلافه باختلاف حال المتعبدين، وعلمه سبحانه بمصالح المكلفين، وبهذا الدليل جوزنا نسخ شرائع الأنبياء الأولين $، ويكون اختصاصه سبحانه له # بذلك فضيلة تميز بها على كافة المؤمنين فجعل ما يكون نقصاً في حق غيره زيادة في حقه وعلامة لشرفه، ولهذا أقره صاحب الشرع ÷ على فعله، ونهى غيره عن مثله، فهذه كما ترى وجوه ظاهرة جلية.

  فإن قيل: إن الله - تعالى - نهى عن موالاة اليهود والنصارى بين يدي هذه الآية ثم عقب ذلك بتولي المؤمنين.

  قلنا: هذا يزيد قولنا تأكيداً؛ لأن الله - تعالى - نهى المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى وهم بعض من الخلق مخصوص، وأخبرهم بأن بعضاً مخصوصاً وليهم على معنى أنه ولي محبتهم وأولى بملك التصرف فيهم، قرن ذكره بذكره سبحانه وذكر نبيئه ÷ على الترتيب، وهو أمير المؤمنين # والمُخاطِب الله - سبحانه وتعالى - والمُخاطَب المؤمنون والمتولي المذكور بلفظ الجمع بعد الله - سبحانه - ورسوله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين #، بدلالة أنه لو أظهره لاستمر كأن يقول تعالى: ولي أمركم الله ورسوله وعلي ابن أبي طالب، فتأمل ما ذكرت لك موفقاً إنشاء الله - تعالى - فهذا هو الكلام في الموضع الأول.