شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)

صفحة 250 - الجزء 1

  عمر، وقيل ابن عبَّاس⁣(⁣١)، وقيل سلمان⁣(⁣٢)، واختيارنا ما قدّمنا؛ وعلي بالإجماع أعلم النفر، وكيف لا يكون كذلك والنبي ÷ يقول لما أنزل عليه قوله تعالى: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ١٢}⁣[الحاقة]، قال: «سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي⁣(⁣٣)»، وقال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها⁣(⁣٤)» إلى غير ذلك مما يطول شرحه.


= بدر، وكان من عباد الصحابة ومتألهيهم، وهو أحد الذين جمعوا القرآن حفظاً على عهد رسول الله ÷ بلا خلاف، وهو القائل: العلماء ثلاثة عالم بالشام وعالم بالكوفة وعالم بالمدينة، فالذي في الشام يسأل الذي في الكوفة، والذي في الكوفة يسأل الذي في المدينة، والذي في المدينة لايسأل أحداً، ومراده الذي بالشام نفسه، وبالكوفة ابن مسعود، وبالمدينة أمير المؤمنين #، ولاه عثمان دمشق وكان فقيهاً، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين في آخر خلافة عثمان، وكانت أول مشاهده أحد وما بعدها.

(٣) معاذ بن جبل بن عمر الأنصاري الخزرجي السلمي أبو عبد الرحمن المدني كان من أعيان الصحابة وأقرأهم في العلم والفتوى وحفظ القرآن، أسلم وهو فتى وعمره ثمان عشرة سنة، وشهد العقبة الأخيرة مع الأنصار السبعين وشهد بدراً وأحداً، والخندق وجميع مشاهد رسول الله ÷ كلها وبعثه النبي إلى اليمن يعلم القرآن والأحكام، وكان يزوره في الأسفار، وأخذ بيده، فقال: يا معاذ والله إني لأحبك، وتوفي في طاعون عمواس بالأردن وعمره ثمان وثلاثين سنة سنة ثمان عشرة.

(١) تقدمت ترجمته.

(٢) تقدمت ترجمته.

(٣) أخرجه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب الباب (١٦) ص (١٠٨) الغري، وابن المغازلي (١/ ١٤٢) رقم (٧٩) و (١/ ١٥٨) رقم (٩٤) ورقم (١٢١، ١٢٢)، وعبد الوهاب الكلابي عن بريدة، ورواه أبو القاسم الحسكاني عن علي من أربع طرق، وعن ابن عباس، وعن جابر، وعن أنس، وعن بريدة ومكحول. انظر: شواهد التنزيل (٢/ ٢٧١، ٢٨٥) نم رقم (١٠٠٧ إلى ١٠٢٩).

ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي عن أنس، ورواه الحاكم عن بريدة، ومكحول من ثلاث طرق، ورواه الثعلبي في تفسيره عن بريدة، ورواه محمد بن سليمان الكوفي عن خديجة بنت علي بن الحسين، وعن =