(يتلوه الكلام في أن الإمامة في أولادهما وأنها مقصورة عليهم)
  إذا أطلق سبق إليهم دون غيرهم، وذلك دليل على أنهم عترة النبي ÷ دون غيرهم، فإن عنى بذلك غيرهم كان مجازاً.
  ولأن إجماعهم منعقد على أنهم عترة النبي ÷ دون غيرهم، وأن الإمامة مقصورة فيهم - بعد بطلان قول أهل النص - وإجماعهم حجَّة كما قدمنا، يجب الرجوع إليها وهم أولاد النبي ÷ بعرف الشريعة وبوضع اللغة - أيضاً - الأصلي لاستواء البنين والبنات في أصل اللغة في النسبة إلى الأب، وهم أولاد ابنته المعصومة، المطهرة، المفضلة على سائر نساء العالمين، وهم ذووا أرحام النبي ÷.
  ولأن إجماعَهم، وهو حجَّة كما قدمنا، ثابتٌ على أنهم أولاد النبي ÷.
  [وأيضاً فقد قال ÷: «كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا إبني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما(١)».
= أبي الحديد: وعترة رسول الله ÷ رهطه الأدنون ولا يصح قول من قال: وإن بعدوا ... إلخ ما ذكره في التخريج، انتهى.
(١) أخرجه الإمام الهادي إلى الحق في الأحكام، ورواه جمال الدين علي بن الحسين بن عز الدين في نهج الرشاد بسنده إلى المؤيد بالله، وأخيه أبي طالب وأبي العباس الحسني بسندهم إلى الإمام يحيى بن محمد المرتضى عن عمه الناصر أحمد بن يحيى بن الحسين عن أبيه الهادي إلى الحق # عن أبيه الحسين عن القاسم عن أبيه إبراهيم عن أبيه إسماعيل عن أبيه إبراهيم عن أبيه الحسن عن أبيه الحسن عن أبيه علي بن أبي طالب $ عن رسول الله ÷ أنه قال: «كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما»، وأخرج نحوه ابن عساكر والحاكم عن جابر، وأخرج نحوه أيضاً عثمان بن محمد بن أبي شيبة عن فاطمة الزهراء & وعن جابر ويشهد له حديث عمر بن الخطاب عنه ÷: «كل ولد آدم فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فأنا أبوهم وعصبتهم» أخرجه أحمد بن حنبل، والدارقطني، والطبراني، والكنجي، وأبو نعيم، والطبري، وأبو صالح المؤذن والحافظ عبد العزيز الأخضر، وابن =