(يتلوه الكلام في أن الإمامة في أولادهما وأنها مقصورة عليهم)
  والأخبار التي لا يجب الرجوع إليها وإن لم يقطع على نفيها.
  وكذلك تفصيل أحكام ما يبلغنا من الأفعال، مع معرفة المحكم والمتشابه بالحقيقة والحكم والصورة والعين من كتاب الله - تعالى - وسنة رسوله المعلومة.
  وأن يكون عارفاً من اللغة بطرف يتمكن معه من فهم غريب الكتاب العزيز والسنة الشريفة ليعرف معانيهما؛ لأن معرفة المعنى فرع على معرفة اللفظ.
  وأن يكون عارفاً بالإعراب؛ لأن الحركات إذا تغيرت أخرجت الألفاظ عن معانيها، وما لم يعرف طرفاً من الإعراب لم يتمكن من معرفة أكثر المعاني من الخطاب الوارد من الله - سبحانه - ورسوله ÷ وهو مراد لذلك، إلا أن يكون مطبوعاً على الإعراب، ناشئاً على استقامة اللسان، لم يخالط أهل اللغات المختلفة، متمكناً من معرفة الخطأ من الصواب في الحركات بعادته العربية لم يحتج إلى معرفة ترجمة علماء العربية ولا مقدماتهم(١)؛ لأنهم ما طولبوا بذلك(٢) التطويل إلا لتحصيل المعرفة بذلك، فإذا حصلت بدونه فلا وجه لإيجاب المعرفة له، إذ كل علم من العلوم لا يراد لنفسه وإنما يراد لما يؤدي إليه، لولا ذلك لحسن من أحدنا أن يتخذ ميزاناً ثم يتتبع الأحجار يزنها به ليعرف كم وزن كل واحدة منها، فإنه وإن حصل له العلم بذلك، ففعله هذا عند جميع العقلاء قبيح لما تعرى ذلك عن التأدية إلى غرض مفيد، ولهذا لم نوجب النظر في معرفة الله - تعالى - على أهل الآخرة لما كانت المعرفة تحصل لهم بدون النظر؛ فافهم ذلك.
(١) كالإمام الهادي إلى الحق #، والناصر الأطروش #، ومن قبلهما من الأئمة À كما قال الهادي إلى الحق #:
وما أنا إلا قاسمي ممجدٌ ... أتطهر بالماء الزلال وأشرب
ولست بنَحْوي يلوك لسانه ... ولكن سليقي أقول فأعرب
(٢) في (ن): ما طولوا ذلك.