(يتلوه الكلام في أن الإمامة في أولادهما وأنها مقصورة عليهم)
  الباب ولم يقرباه، وهذا معلوم لأهل البحث ضرورة، ولم يقدح ذلك في شيءٍ من أمرهما @.
  فهذا حين إنتهينا إلى ما تمس الحاجة إلى ذكره من الإمامة في ولد الحسن والحسين $ دون غيرهم، وشرائطها التي يجب إعتبارها، قِبَلَنا على منهاج زيد بن علي # ومن حذا حذوه من العترة الطاهرة $.
[ذكر طرف من أخبار الإمام زيد بن علي #]
  وإذ قد ذكرنا زيداً # فلنذكر طرفاً من أمره إذ نحن منتسبون في الإعتقاد إليه، تابعون لمنهاجه #: إذ كان أول من نهج السبيل، وأوضح الدليل، وسبق كافة أهل البيت $ في عصره إلى منابذة الظالمين، ومباينة الفاسقين، فدخل تحت قوله: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١}[الواقعة]، ففاز بكونه من المقربين، على جميع العترة الطاهرين.
  واختص بجهاد المُخلِّين؛ ففاز بدرجة المجاهدين، إذ الحكيم - سبحانه وتعالى - يقول؛ وقوله الحق: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ٩٥}[النساء].
  وقال تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا}[الحديد: ١٠]، وقد أنفق # قبل الفتح وقاتل، أشد قتال، وعبدَ الله حتى أتاه اليقين، ولم يعلم ذلك من غيره.
  والحديث مشهور عن أخيه محمد بن علي # أنه قال: (هذا سيد بني هاشم)، وسيد القوم أفضلهم وأولاهم بالتصرف فيهم.
  وكذلك روينا عن ولده جعفر بن محمد # أنه قال: (والله ما يرى مثله إلى أن تقوم الساعة، كان والله سيدنا ما ترك فينا لدين ولا دنيا مثله).
  وقد روينا بالإسناد الموثوق به إلى أبينا علي بن أبي طالب # أنه قال: (الشهيد من ذريتي، والقائم بالحق من ولدي، المصلوب بكناسة كوفان، إمام المجاهدين،