(يتلوه الكلام في أن الإمامة في أولادهما وأنها مقصورة عليهم)
  وقائد الغر المحجلين، يأتي يوم القيامة هو وأصحابه تتلقاهم الملائكة المقربون ينادونهم: أُدخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون(١)).
  ولو روينا ما بلغنا عن رسول الله ÷ وعلي بن أبي طالب # وأولاده، وقول من عاصره من أهل بيته فيه لطال الشرح وتباعدت الأطراف.
  هذا جدنا عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب #، أشهر أهل بيت النبي في زمانه من أولاد الحسن والحسين، وأشدهم إنحرافاً عن الظالمين، وأثقلهم وطأة عليهم، وأوسط أهل البيت نسباً، لجمعه شرف الأمهات إلى شرف الآباء؛ لأنه جمع الفواطم في نسبه؛ أمه فاطمة ابنت الحسين بن علي #، وجدته فاطمة بنت رسول الله ÷، وجدته أم علي # فاطمة ابنت أسد أول هاشمية ولدت لهاشمي وكانت مكينة عند النبي ÷، ولم يكن هذا لأحد ممن عاصره من أهل بيت النبي ÷ مع العلم البارع، والورع المانع، إلى سائر خصال الكمال.
  كان يناظر زيداً @ في أوقاف علي وفي كثير من المسائل التي تحسن فيها المناظرة، فإذا قام زيد # إلى دابته بادره عبدالله بن الحسن @ إليها، وأمسك ركابه، وسوَّى ثيابه، فيعلم الناس بذلك أنه يفضله على نفسه.
  وقد روينا عن أخيه محمد بن علي (@)، باقر علم الأنبياء، ما قدمنا ذكره، وعن ولده جعفر الصادق #، فكيف يجوز لأحد يدعي متابعتهم ويخالفهم في إعتقادهم!؟؛ لأن هؤلاء الثلاثة أعيان العترة في عصره #.
  وقد صح تفضيل الجميع له، بما ذكرنا من الجزء اليسير مما علمنا من أقوالهم فيه #، فقد إتضح لك بهذا القيد أنه أفضل أهل زمانه بشهادة العدول منهم مطابقة للنص الوارد من الله ومن رسوله على تفضيل المجاهدين مرة، وتخصيصه بالذكر أخرى،
(١) أمالي الإمام أبي طالب ١٠٥، بسنده عن زاذان عن علي #.