شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

آثاره المعمارية

صفحة 32 - الجزء 1

  إن آثارنا تدل علينا ... فانظروا بعدنا إلى الآثار

  ومن أعظم تلك الآثار ما يلي:

  ١ - حصن ظفار:

  وقد اختطه الإمام # وقام بعمارته في شهر شوال سنة (٦٠٠ هـ)، وكان قد اختطه قبل ذلك الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي #.

  وأشار على الإمام ببنائه جماعة من أصحابه لأن خطر الغز كان قد عظم لكي يلجأوا إليه عند حركة العدو على البلاد، وكان الإمام قد همَّ بعمارته، وطاف إليها من شوابة، وأتاه في وجه العشي ولم يصعد أعلاه ولم يتأمله حق التأمل وكان قد أضرب عنه، ولما أشاروا عليه ببنائه رأى إعادة النظر فيه، فنهضوا إليه وطلع الإمام أعلاه وطاف أقطاره وأنعم النظر في أمره، فشاهد من الحصانة والمنعة ما رغّبه في عمارته. فأعدّ الآلات وبذل الأموال في عمارته، وكان ابتداء العمل فيه في موضعين:

  أحدهما: السور، فقطعت له الصخور الكبار. والثاني: حفر الخندق.

  فبقي # في عمارته ثلاثة شهر وستة عشر يوماً، وسماها (ظفار) فكان اسمه مطابقاً لمسماه، فما أسرى منه سرية ولا جهز عسكراً إلا كان الظفر قرينه والنصر خدينه.

  وهذا الحصن فيه من الحصانة وتصميم البناء وإحكام الصنعة، ما يدل على حسن تدبير الإمام # وسياسته.

  ٢ - مسجد ظفار: وهو الجامع الذي فيه قبة وقبر الإمام #، وقد يطلق عليه اسم (المدرسة المنصورية) بظفار، وقد تخرج منها طائفة كبير من العلماء الجهابذة.

  ٣ - مسجد حوث: ويقال له الآن (مسجد الصومعة) ويطلق عليه قديماً اسم (المدرسة المنصورية) بحوث.