شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حكاية إجماع أهل البيت (ع) على فضلهم بالنسب النبوي]

صفحة 352 - الجزء 1

  لشيءٍ من كلام بشر غيره، فنعوذ بالله من الزيغ بعد الهدى، والزلل بعد الثبات، وإطراح العلوم للوهوم، وتنكب طرائق العترة الطاهرة المرضيَّة، والرجوع إلى غيرهم من البريَّة.

[حكاية إجماع أهل البيت (ع) على فضلهم بالنسب النبوي]

  وقد حكينا أن إجماع العترة المهديَّة منعقد على أنهم برجوع نسبتهم إلى رسول الله - وعليهم - أفضل البشر، وذلك معلوم في مجادلاتهم، ومقاماتهم الشريفة، وكتبهم النفيسة، لا ينكر ذلك من له أدنى مسكة من المعرفة، ولو لم يكن من ذلك إلا ما روينا بالإسناد إلى أبي الجارود التميمي⁣(⁣١) ¦ أنه قال: (دخلت المدينة فإذا أنا بعلي بن الحسين في جماعة أهل بيتة وهم جلوس في حلقة، فأتيتهم فقلت: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، كيف أصبحتم رحمكم الله؟ فرفع رأسه إليَّ فقال: وما تدري كيف نمسي ونصبح، أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون الأبناء ويستحيون النساء، وأصبح خير الأمة يشتم على المنابر، وأصبح من يبغضنا يُعطَى الأموال على بغضنا، وأصبح من يحبنا منقوصاً حقه، أو قال حظه، أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمداً ÷ قرشي، وأصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمداً ÷ كان عربياً، فهم يطلبون بحقنا ولا يعرفون لنا حقاً، إجلس يا أبا عمران؛ فهذا صباحنا من مسائنا⁣(⁣٢)) وهذا كما ترى، تصريح من علي بن الحسين # في محضر جماعة أهل بيته - قدس الله أرواحهم - بأنهم أفضل الخلق بنسبتهم إلى رسول الله ÷


(١) أبو الجارود، هو: الحارث بن الجارود أبو عمران التميمي.

(٢) رواه الإمام أبو طالب في الأمالي (ص ١٣٦)، والإمام الموفق بالله الجرجاني في الاعتبار ص (٦٣٧) عن المنهال بن عمرو، ورواه محمد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (٢/ ١٠٨) رقم (٥٩٨)، ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٥/ ٢١٩)، وابن عساكر في تاريخه في ترجمة زين العابدين # عن المنهال بن عمرو، ورواه المزني، وروى نحوه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (ط ١/ ١٥٧) عن المنهال بن عمرو.