[الكلام في فضل أهل البيت (ع) وذكر المخالف في ذلك]
  لإخبار النبيء ÷ بذلك، فكان خبر النبي ÷ فيه دليل على عصمة أبي ذر فيما يتعلق بباب القول، فإذا كان ذلك كذلك فأي وجه لإنكار فضل أهل البيت $ إلا الشقاوة والعداوة التي لا تقدح في شيءٍ من أمر الله - تعالى - وفضل أهل هذا البيت لا تحصى شواهده، ولا تخفى على محصنات كرائم النساء، ومؤمنات عفائف الإماء، فكيف تخفى على شيوخ العلماء!؟.
  وقد روينا بالإسناد الصحيح عن عمّنا علي بن الحسين زين العابدين ~ أنه كان إذا ترعرع أولاده اشترى لهم الجواري، فاشترى أمّ زيد بن علي(١) # لبعض أولاده ثم أمر بها تعْرض عليه، فامتنعت من ذلك فسُئلت عن سبب
= يكثر تعدادهم، انتهى.
(١) وحادي عشرها: سأل أيّده الله عن الخبر عن أم زيد - رحمها الله - في اختيارها لأبيه # دون الأولاد لأجل النسب وهم فيه سواء.
الجواب عن ذلك: لأنها إنما أرادت لمجموع الأمرين، ونسب علي # كان أحب إليها من سبب أولاده لما كان قد ظهر من صلاحه # والحديث في كل سبب ونسب، وفي حديث آخر زيادة وهو: «كل سبب ونسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي - وفي الزيادة - وصهري».
ومن ذلك؛ علي بن الحسين # أقعد إلى رسول الله ÷ معنى القعود: أن يكون أقرب بأب أو أبوين إلى الجد الأول، وهذا مما يناقش فيه العارفون من أهل هذا البيت.
قال أحدهم: والله لو أعطيت بقعودي من رسول الله ÷ الدنيا بما فيها ما قبلت. يريد بقربي إليه بجد أو جدين.
ولكم يا أولاد المطهر في هذا الباب النصيب الأوفر؛ لأنكم اليوم أقربنا إلى رسول الله ÷ إنما أنساكم وسواكم هذا الحال مذهب أهل الضلال، الذين نفوا الشرف بالفضل، وأنكروا حرمة قرابة الأهل؛ فنعوذ بالله من حالهم، ونسأله أن يعجل عليهم نزول حكم أفعالهم، ونصلي على النبي وآله فليس نسب علي بن الحسين # من رسول الله مثل نسب أولاده لأن القرب كلما التصق كان أفضل، ولكل فضل، وبعضه فوق بعض؛ فاعلم ذلك موفقاً.