شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام في فضل أهل البيت (ع) وذكر المخالف في ذلك]

صفحة 356 - الجزء 1

  الإمتناع، فقالت: أريد الشيخ - تعني علي بن الحسين # فقيل: وما تريدين منه [فإنه صوّام نهاره، قوّام ليله، متى يتفرغ إليك، فقالت: قد رضيتُ، لأني سمعتُ عن رسول الله ÷ أنه قال⁣(⁣١)]: «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي»⁣(⁣٢) فأحبّ ذلك من مثله؟ فكره أخذها #، فقالت: سألتُك بحقّ رسول الله ÷ إلا أخذتني، فأخذها - رحمة الله عليها - فجاءت بزيد بن علي #.

  فقد صح لك أن هذه الأَمَة (رحمة الله عليها) أعلم بأقوال رسول الله ÷ وآثاره، وأعرف بحق العترة الطاهرة من الشيخ الذي أسندت إليه إنكار فضلهم $ بنسبة رسول الله ÷، والحجج في ذلك أكثر من أن تحصى في هذا الكتاب.

  قوله: (يقول هذا إن شكى وإن عتب) يقول لأنه يجب علينا قول الحق، وقد تقدم الدليل على أنه حق من الله - سبحانه - ورسوله ÷ والعترة الطاهرة $، وإن شكى الرافض إلى إخوانه، وفزع الناصب إلى أعوانه، فقد تعبدنا الله بالبيان عند كل بدعة، وذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى


(١) ما بين القوسين ساقط في جميع النسخ لدينا، وهو زيادة من أمالي الإمام أبي طالب # ص (١٠٢)؛ لأن القصة مروية فيها.

(٢) حديث: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ... إلخ، روي بألفاظ مختلفة فممن رواه: الحاكم في المستدرك ٣/ ١٥٨، وأبو نعيم في الحلية ٧/ ٣١٤، والهيثمي في الزوائد ٨/ ٢١٦، وابن حجر في صواعقه ١٣٨، وقال: رواه البزار، ورواه المحب الطبري في ذخائره ص ٦، ورواه في فيض القدير للمنياوي ٥/ ٢٠، وقال: أخرجه الطبراني، والحاكم، والبيهقي عن عمر، وأخرجه الطبراني أيضاً عن ابن عباس، وعن المسور في الكبير (٣/ ٤٥) رقم (٢٦٣٥)، والأوسط (٥/ ٧٠) رقم (٦٦٠٩)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٧٦)، ورواه في كنز العمال ١/ ٩٨، وقال: أخرجه ابن النجار، ورواه أيضاً ٧/ ص ٤٢، وقال: أخرجه أبو داود الطيالسي، وأحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، وأبو يعلى، والحاكم، وابن أبي شيبة عن أبي سعيد، انظر فضائل الخمسة ٢/ ص ٦٩.