شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان أن الفاضل يكون من جنس المفضل عليهم]

صفحة 358 - الجزء 1

  يَعْلَمُونَ ٢٩}⁣[الزمر]، لا؛ ما يستويان إلا عند من ركب متن العناد، وأظهر في أرض الله الفساد.

[بيان أن الفاضل يكون من جنس المفضل عليهم]

  [١٠]

  وهَل لَدِيْهِ قِطعةُ الرصَّاصِ ... كَالذَّهَبِ المُسَبَّك الخُلاصِ؟

  وَكُلُّهُ جِسمٌ بِلا اختِرَاصِ ... مَالَكَ إنْ أنصفتَ مِنْ مَنَاصِ

  هذا إلزام على قولٍ سمعناه من أهل هذه المقالة المنكرة فضل آل محمد - وعليهم أجمعين - وذلك أنّا سمعنا منهم من يقول في إحتجاجه على إنكار فضلهم: نحن ناس وهم ناس، وربما خصص فقال: أنا إنسان وهو إنسان فمن أين هو أفضل مني؟، وربما قال: لي يدان وله يدان، ولي عينان وله عينان.

  وهذا، كما ترى، إحتجاج من لا معرفة له بالعلم؛ لأنَّا نعلم أن النبيء ÷ إنسان وله يدان ورجلان، ومن اعتقد أنه في الفضل مثله فقد كفر، ولذلك قلنا: هذا إستدلال خارج عن طريق أهل العلم؛ لأن تصحيحه يؤدي إلى الكفر، وما هذا حاله لا يعتمد عليه بل يجب التباعد عنه، وكما هو مؤد إلى الكفر في حق النبيء ÷ هو مؤدٍ إلى الفسق في حق أهل بيته؛ لأن من اعتقد بذلك أنه مثلهم، ولا فضل لهم عليه، ولا يتبعهم، ولا يسلك منهاجهم فسق بلا اختلاف بينهم $ في ذلك، فقد تبين لك أن بين أهل الأيدي، والأرجل، والأعيان، فرقاً كثيراً.

  وربما احتج بحجة تقرب من الأولى في الفساد وذلك أنَّا سمعنا منهم من يقول: نحن مُتَعَبَّدُون، وهم مُتَعَبَّدُون، فمن أين لهم فضل علينا؟، ونسي أنهم مُتَعَبَّدُون بأمره، وهو مُتَعَبَّد بالإئتمار، وهم متعبدون بزجره، وهو متعبد بالإزدجار، وهم $