[الكلام في فضل أهل البيت (ع) وذكر المخالف في ذلك]
  رسول الله ÷ أنه قال: «إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام، وليًّا من أهل بيتي موكلاً يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار، وتوكلوا على الله»، ولا شك أنه يجب على الوكيل المبالغة فيما وكل فيه، والإجتهاد بمبلغ وسعه، وكلنا نسأل الله - تعالى - التوفيق بإعلان الحق وتنويره، وإعلانه: إظهاره، وتنويره: بيانه وإن لامَنا كل لائم، واعترضنا كل آثم.
  ثم سأل المخالف سؤالاً إن أنصف في جوابه قضى بالحق على نفسه، وآخر القافية معناه ظاهر؛ لأن الكل يعلم أن الله - تعالى - فضل الرأس على الذَّنَب، وجعل لذلك حكماً في الشريعة، وخص الرأس بما لم يخص به الذنب من خصال الشرف، فلا معنى لإنكار تخصيص أهل البيت $ بالفضل فقال:
  [٩]
  هَلْ عِنْدَهُ إِذَا أتاهُ المُنْتَسِبْ ... بِنَسَبٍ غَثِّ الجُدُودِ مُحتَجِبْ
  مُلَفْلَفٍ(١) مِنْ كُل أوبٍ مُضْطَرِبْ ... مِثْلُ صَمِيْمِ آلِ عَبْدِ المُطَّلِبْ؟
  ألزم المخالف المنكر فضل أهل بيت النبي ÷ بإنتسابهم إلى البيت الرفيع الذي عمّ بيوتات العرب نوراً، وطالها مجداً وشرفاً، هل إذا انتسب عنده منتسب (بجدود غثة) - يريد مهينة ساقطة لا تعرف إلا من لسان ذاكرها لغموضها ودناءتها.
  قوله (ملفلف(٢) من كل أوبٍ): يقول مجموع من كل جهة، الأب من جانب وضيع، والأم من جانب مثل ذلك، هذا موضع الإلزام، يقول مَنْ هذا حاله وصفته يماثل من هو من صميم آل عبدالمطلب $ {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا
(١) في (م، ن): ملفف.
(٢) في (م، ن): ملفف.