[بيان أن من لم يرض بحكم الله راكب مركب إبليس لعنه الله]
  ومنها: أحلى المأكولات وهو العسل، وأعذب المشروبات وهو الماء، وأطيب المشمومات وهو المسك، وأشرف الملبوسات وهو الحرير.
  ومنها: الأمثال المرغبة في النعيم الدائم، مما ذكرنا ومما لم نذكر، من اللؤلؤ والمرجان، والدر والياقوت والعقيان، والفضة والكافور.
  وما لو تتبعناه لأخرجنا من الإختصار، فمن أين تكون النار كما ذكر عدو الله - عليه لعنة الله - مثلاً للأرض، فضلاً عن أن تكون خيراً منها كما اعتقد عدو الله الجاهل؟ فقد رأيت الإعتراض على الحكيم في حكمته إلى ما يؤدي، فتدبر موفقاً ما ذكرنا، فإنه يفضي بك إلى برد اليقين ولذّة العلم، ويخرجك عن دائرة المقلدين، وأهل الحيرة المتلذذين الذين نبذوا هداتهم.
[بيان أن من لم يرض بحكم الله راكب مركب إبليس لعنه الله]
  ولم يرضوا بهذه المصيبة حتى أضافوا إليها ما هو أعظم منها، وهو أنهم مثلهم، وربما يتعدى ذلك منهم من يختص بضرب من الصفاقة والوقاحة فيركب مركب إبليس - لعنه الله - في أنهم أفضل من أهل عصرهم من عترة نبيئهم [÷] ويحتج لذلك بكثرة عبادتهم كما فعل الملعون، وقد قيل إن من إحتجاجه - لعنه الله - في إنكاره لابتداء الله لآدم بالتفضيل أنه عبَدَ الله من قبله بستة آلاف سنة، ونسي عدوّ الله أن العبادة لله لا تتم إلا بالتسليم لأمره، والرضاء بقضائه وحكمه، فقد رأيت كيف قاد هذا الخلاف إلى كل جهالة، وأنه أصل لكل ضلالة، فنسأل الله - تعالى - العصمة والرحمة.
  [١١]
  قَدْ نَصَّ ربِّي في الكتابِ المُنْزلِ ... نصاً جليَاً لأخِ العَقْلِ الجَلِي
  يُعْرَفُ مِنْ مُبَيَّنٍ ومُجْمَلِ ... ولم يُقَيِّدْهُ بِشَرْطِ العَمَلِ