شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام في فضل أهل البيت (ع) وذكر المخالف في ذلك]

صفحة 368 - الجزء 1

  ويريد بقوله: (أول ما دِنَّا به): أصول الدين من علوم التوحيد، والعدل، والوعد، والوعيد، ومعرفة النبوءة والإمامة وتوابعهما، (وآخره): يريد؛ ما تعبدنا به بعد تلك الأصول التي قدمنا ذكرها من معرفة خطاب الله - تعالى - وخطاب رسول الله ÷، وحقائقهما، ومجازهما، ومعانيهما، وأقسامهما، وأحكامهما، وكيفية استعمال ذلك، والواجب علينا في كل نوع من أنواعه، وما يجب علينا في أقوال عترته $ وأفعالهم، وأحكام ذلك.

  وكذلك الكلام في أقوال مجموع أمته وأفعالهم، وكيف حمل الحوادث على ما قدمنا ذكره، وما الواجب علينا فيما لم نجد له أصلاً معيناً مما تقدم نحمله عليه، ومَن يجب الرجوع إليه معيناً في معرفة ذلك؟ ومَن يجب عليه الرجوع؟ وما القول، والحكم فيما لم يدخل تحت الجملة المتقدمة؟ وقد أفردنا لذلك كتاباً برهناه بأدلة شافية، وبسطنا القول فيه إلى حدّ الحاجة، ورسمنا ذلك الكتاب بـ (صفوة الإختيار)، وكان اسمه، بحمد الله، مطابقاً لمعناه، فمن أراد معرفة شيءٍ من ذلك طلبه فيه.

  وكان أخذنا، ما قدمنا ذكره، من أصول التعبد وفروعه من آبائنا $ نقلاً ومشافهةً، وعرضنا ذلك على الأدلة الواضحة فكان أخذنا عن أفضل العدول، بأوضح الدليل.


= في أيام المتوكل العباسي رحمة الله عليه، نعي إلى المتوكل وفاة عبدالله بن موسى صبح أربع عشرة ليلة من وفاته ونعي إليه أحمد بن عيسى فاغتبط بوفاتهما وسر سروراً عظيماً؛ لأنه كان يخافهما خوفاً شديداً ويهابهما مهابة عظيمة لما يعلمه من فضلهما وانتصار الشيعة الزيدية بهما، فما لبث بعدهما إلا أسبوعاً ثم قتل.

فعلى هذا تكون وفاة عبدالله بن موسى في ليلة سابع شهر شوال سنة سبع وأربعين ومائتين، أنظر: التحف شرح الزلف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى ١٥٤، المقاتل ٤٩٨، طبقات الزيدية، الشافي، رأب الصدع (٣/ ١٧٤٢).