شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان اتصال علوم أهل البيت (ع) بآبائهم]

صفحة 370 - الجزء 1

  عليه آباؤه إلى رسول الله ÷، ثم نهانا ¥ وأرضاه عن المعصية لله - تعالى - وأمرنا بتوقيره، وحفظ ما يجب من حقه تعالى، ثم قال: (يا بني اعرفوا ما أنتم فيه ومَنْ وَلَدَكُمْ، فما أعلم بينكم وبين أبيكم رسول الله ÷ إلا إماماً سابقاً، أو عبداً صالحاً مقتصداً)، ثم أرجى الأمر في نفسه، وكانت حاله ¥ أشهر من أن تخفى فما زال كلامه - قدس الله روحه - ووجهه نصب عيني إلى يومنا هذا ولن يزال بمشيئة الله - تعالى -.

  وكذلك رأينا كتاب أبيه سليمان بن حمزة⁣(⁣١) - قدس الله روحه - إليه بمثل ما أوصى⁣(⁣٢) إلينا وحكى لنا، وسليمان هذا هو المبرز على من عاصره من أهل بيت النبي ÷ في جميع خصال الفضل من الشجاعة، والكرم، والزهد، والعبادة، والمختص بزيادة في كمال الجسم والعلم حتى جرى ما خصه الله - تعالى - به من الجمال والكمال مثلاً؛ يخبرنا بذلك أكابر أهلنا، ومن خالطهم من ثقات شيعتنا، وشخصت العيون إليه، وحيت حياة الدين على يديه، فحالت المقادير بينه وبين ذلك، {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ٣٨}⁣[الأحزاب]، واستقصاء⁣(⁣٣) هذا الباب في آبائنا $


= حجة مشهور مزور.

(١) هو الأمير سليمان التقي بن حمزة المنتجب بن علي المجاهد بن حمزة الأمير القائم بأمر الله بن الإمام النفس الزكية أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن الفاضل بن يحيى بن عبدالله العالم بن الحسين الحافظ بن القاسم ترجمان الدين، كان من فضلاء آل محمد ونبلائهم، وكان من أهل الصلاح والمعرفة والديانة الكاملة، وكان ممن يؤهل للإمامة والزعامة، ولما توفي رحمة الله عليه قال يعقوب وإسحاق ابنا محمد بن جعفر لما بلغهما وفاته: الآن يئسنا من القائم من أهل بيت رسول الله ÷ في عصرنا، فقيل لهما: هل كان يصلح لهذا الأمر؟ فقالا: نعم، وكان له أهلاً، ولما توفي اجتمع قدر ثمانين من رؤساء الشرف وعلماء المسلمين على قبره فتذاكروا فيمن يصلح للإمامة فقالوا: ما كان لها إلا سليمان بن حمزة.

(٢) نخ (ن): أوصل.

(٣) وقد ذكر الإمام المنصور بالله # في كتاب الشافي في معرض جوابه على فقيه الخارقة =