شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام في فضل أهل البيت (ع) وذكر المخالف في ذلك]

صفحة 371 - الجزء 1


= إسناد مذهبه إلى رسول الله ÷، وذكر آباءه أباً فأباً، وقد رأينا إتماماً للفائدة وإكمالاً لهذا البحث العظيم ذكر ذلك الكلام مع شيء من الإختصار، فنقول وبالله نصول:

قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # بعد ذكر أبيه حمزة بن سليمان، وجده سليمان بن حمزة، وتفصيل أحوالهما على نحو ما ذكر في هذه الرسالة، فقال:

ثم أبوه حمزة، ولم تطل أيامه بل مات في حياة أبيه علي، قال في الحدائق الوردية: وأما حمزة بن علي فإنه مات غلاماً صغيراً قد بلغ العشرين، انتهى. فكان علي الكافل لسليمان تربية وتهذيباً وتعليماً، وتأديباً ونشر العلم له ولغيره، وكان من العلم والفضل بمحل عظيم، وجاهد في الله ø إحتساباً لا سبقاً ولو ادعى السبق لكان غير بعيد منه، ومدت إليه الأعناق وشاع ذكره في الآفاق، وجاءت إليه رسالة الإمام أبي طالب الأخير (ع) من الديلمان يحضه على القيام في أرض اليمن، وفي رسالته إليه:

(فليطحن الخيل بالخيل، في عسكر كالليل، له ردع كردع السيل) ومن الأشعار التي حرض بها على القيام شعراً لمسلم اللحجي من حِلالهِ من شظب، والقصيدة قال فيها:

مرت على القارة في سحرة ... وسامت الشمس ببشر وثيق

إلى قوله:

وقائلة ذيبين مسرورة ... لما التقت بالهاشمي العتيق

لم يشرب الخمر ولا هاجه ... صوت حمامات بوادي العقيق

ولا دعا ساقيه في سحرة ... قم هات صرفاً من عصير المقيق

قم فانصر الحق وأجل الهدى ... فأنت بالمرجو منها خليق

وكان أوحد أهل عصره علماً وزهداً وورعاً وعبادة مع السعة العظيمة في الأرزاق التي أنفقها في طاعة الله، ونشر مذهب العدل والتوحيد في أهل عصره وفي أيامه تقوى مذهب الزيدية في حياته ورد على المخالفين للحق من الفرق الضالة.

قلت: المراد بها الفرقة الطبيعية المطرفية الغوية المرتدة.

قال في الحدائق الوردية: وأما علي بن حمزة رضوان الله عليه، فكان من عيون أهل عصره وأفاضل أبناء دهره، يؤمّل للإمامة ويصلح للزعامة، وهو أحد الخمسة الذين جمعهم عصر واحد يصلحون للإمامة ذكر ذلك مصنف سيرة الإمام المتوكل على الله # ... إلى قوله: وكان عالي الصيت =