[كلام الإمام محمد بن القاسم (ع) في التفضيل]
  ومن كان معه من أهل العلم لما وصلوا لإستنهاض الهادي إلى الحق # إلى أرض اليمن أن عمَّه محمد بن القاسم # أمره بالتقدم في الصلوة بهم وامتنع يحيى بن الحسين # من ذلك فتقدم محمد # فصلى بهم ثم استحل بعد ذلك من يحيى بن الحسين وقال: (ما كان لي أن أتقدمك)، ولما توجه إلى أرض اليمن سأله خرقة من الغنائم يصلي عليها، فارتفع لذلك الشك في أمره #، وازدادوا بصيرة ويقيناً لما يعرفون من علم محمد بن القاسم # وفضله، وتأسف على فوت الجهاد بين يديه لسنه وضعفه، وأكثر ما حكيناه(١) عن محمد بن القاسم # مذكور في سيرة الهادي #، وقد كان في قول القاسم # كفاية، ولكنَّا أردنا مظاهرة أقوال آبائنا $ ليعلم المستبصر اللبيب أنَّا على منهاجهم نلقطه لقطاً، وأن من إنتسب إلى آبائنا $ ورفضنا جعل ذلك تدليساً لأمره، وتلبيساً على العوام بمكره، وأنه كما خالفنا - أيضاً - مخالف لآبائنا $، وإنما انتسب إليهم إلحاداً في الدين، وتمويهاً على ضعفة المسلمين.
[نصُّ كلام الإمام محمد بن القاسم (ع) في التفضيل]
  وقد صرّح في القافية بموضع كلامه #، وهو الأصل الثالث من الأصول السبعة(٢)، وأنه # قال في معنى قوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ
= انظر التحف شرح الزلف (١٨٠).
(١) نخ (ن): حكينا.
(٢) الأصول السبعة ويسمى الأصول الثمانية من أعظم مؤلفات الإمام محمد بن القاسم (ع) في الأصول، وقد طبع باسم (الأصول الثمانية) ولدينا منه نسخة مخطوطة. ونص كلامه هذا في ص (٤٥) من المطبوع وفيه زيادة وهذا نصه:
[يا هذا أكرمك لتعصيه وتفسد في أرضه وتظلم عبيده، ما هذا يستحق من أكرم؛ ثم ساق الآية وقال بعدها: أهانك يا هذا لينتفع أو يدفع عن نفسه بإهانتك ضرراً، جل وعلا، أليس هو الغني الحكيم =