شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام الإمام الهادي إلى الحق (ع) في التفضيل]

صفحة 389 - الجزء 1

  الحكمة من فعله؛ لأن الحكمة لا يجب قصرها عند من يعرفها على المحبوب دون المكروه؛ بل ربما تقع في المكروه أكثر.

  ألا ترى أن أكثر المشتهيات قبيح، وأكثر المكروهات حسن، ولا يجهل ذلك إلا من جهل الله - تعالى - كالثنوية ومن طابقها، فأمَّا المعترفون بالوحدانية فما علم بينهم خلاف قبل حدوث هذا القول، فيجب على العاقل التيقظ، وتعرف أقوال الأئمة، وطرائق الصالحين، واختلاف العلماء، والنظر في أدلة العقول، وإطراح التقليد، ليعلم أين تقع قدمه؛ لأن الزلة في الدين عظيمة، ومن دحضت قدمه فيه فلا قرار له دون النار، نعوذ بالله منها، وقد طابق كلام محمد بن القاسم، فيما ذهبنا إليه، كلام أبيه - صلى الله وسلم عليهما -.

[كلام الإمام الهادي إلى الحق (ع) في التفضيل]

  [١٦]

  ثُمَّ الإمامُ الأسَدُ الهَصُورُ ... أبو الحسينِ العالمُ المشهورُ

  قد قال قولاً يَعْتَليهِ النورُ ... وهو بما يَقُولُهُ خَبِيرُ

[ذكر طرف من أمر الإمام الهادي إلى الحق (ع)]

  أراد بمن ذكر في هذه القافية: الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم⁣(⁣١) $، وهو مشهور الحال، محمود الفعال، مجموع الطرفين والحُسْنُ #؛


(١) الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، ولد بالمدينة المطهرة سنة خمس وأربعين ومائتين، وقد ذكر الإمام قصة حمله إلى جده القاسم، وكان # أسدياً، أنجل العينين، غليظ الساعدين، بعيد ما بين المنكبين والصدر، خفيف الساقين والعجز وكان قيامه # سنة ثمانين ومائتين وكانت له خرجتان إلى اليمن، الخرجة الأولى في عام قيامه، والخرجة الثانية في عام أربعة وثمانين ومائتين؛ لأنه عاد في الخرجة الأولى؛ لأنه شاهد من بعض الجند أخذ شيء يسير من أموال =