شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام الإمام الهادي إلى الحق (ع) في التفضيل]

صفحة 390 - الجزء 1

  لأن أمَّه أم الحسن بنت الحسين بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب $ وولد في المدينة، وحمل حين ولد إلى جده القاسم بن إبراهيم ~ فوضعه في حجره المبارك، وعوذه، وبرك عليه، ودعا له، وقال لأبيه: (بم سميته؟، قال: بيحيى، قال: هو والله يحيى صاحب اليمن)، وإنما قال بذلك لأخبار رويت في أمره وصفته قد ذكرت في سيرته، وفضائله كثيرة أضربنا عن ذكرها لشهرة الحال فيه #.

  وقوله في الفضل والمفاضلة كثير جداً، وكتبه وتصانيفه مشهورة، وأقواله على صحة ما ذهبنا إليه موجودة، ولكنا نذكر من ذلك طرفاً ينبه من كان له بصيرة، على تتبع أقواله #، والنظر فيها.


= الناس، فلما عاد نزل بأهل اليمن الفتن والشدائد، ثم عاودوا في الطلب وتضرعوا إليه فساعدهم إلى ذلك، وكان له مع القرامطة نيف وسبعون وقعة كانت له اليد فيها كلها وخطب له بمكة سبع سنين، ووردت فيه آثار نبوية وأخبار علوية تدل على فضله:

منها: قوله ÷ وقد أشار بيده إلى اليمن: «سيخرج رجل من ولدي في هذه الجهة اسمه يحيى الهادي يحيي الله به الدين»، وقد شهد الموالف والمخالف بفضله، وأجمع جميع العترة على إمامته ونهايته في الفضل والعلم، كيف لا وقد يسر الله له علم الجفر، وكان له من الشجاعة وقوة القلب ما يقهر به الأبطال ويصد به الشجعان، وقد كان معه سيف أمير المؤمنين ذو الفقار، وظهرت بركته باليمن، وأحيا الفرائض والسنن، وأقام عمود الدين وزلزل عروش الظالمين، وأباد الطغاة والمشركين، وفتح صعدة ونجران وخيوان وصنعاء وذمار وحيسان وبعث عماله إلى عدن ودوخ ملوك اليمن، وطرد الجنود العباسية من صنعاء ومخاليف اليمن، ونزل إلى تهامة، وكان عابداً زاهداً يحيي الليل بالصلاة والعبادة، وتوفي # شهيداً وهو في ثلاث وخمسين سنة ليلة الأحد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن يوم الإثنين في قبره الشريف المقابل لمحراب جامعه الذي أسسه بصعدة.

انظر الشافي ١/ ٣٠٣، التحف شرح الزلف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى ١٦٧، الحدائق الوردية - خ -، اللآلي المضيئة - خ -، الزحيف - خ -، تتمة المصابيح لعلي بن بلال.