[كلام الإمام القاسم بن علي العياني (ع)، وابنه الحسين (ع) في التفضيل]
  في علمه وشدة وطأته، وله تصانيف كثيرة في الفروع والأصول، لا يتعرى شيءٌ منها من ذكر فضل آل محمد - عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام -.
[بيان حكمة الله في الآلام والأسقام]
  وفي بعضها التصريح بأن الآلام والأسقام من جهة الله - تعالى - حكمة وإن كرهتها النفوس، فقال # في (كتاب التوحيد ونفي التحديد) في باب الوعد والوعيد من هذا الكتاب الذي ذكرناه.
  (مسألة: فإن قيل: فلم آلمهم وأمرضهم؟.
  قيل له: ليزهدهم في الدنيا الفانية، ويشوقهم إلى الدار الباقية، ولو أهملهم عن حوادث المصائب، لكان ذلك أدعى لهم إلى المعاطب، والطبيب يؤلم بالفصاد، والقطع من العقاقير، لما يرجو للعليل من الحياة والخير فلا يعنف في فعله؛ بل يشكر على عمله).
  هذا كلامه ~ مطابق، كما ترى، لما حكيناه من كلام آبائه $، وذلك لأن جميع علومهم خرجت من مشكاة واحدة، ومن نظر في هذه المسألة وفيما قبلها، مما حكينا من كلام آبائنا $، وفيما رتبنا من إعتقادنا في الآلام، علم أن وجه ذلك واحد؛ لأنَّا بينَّا أن الآلام من قبل الله - تعالى - تحسن لوجهين: الإعتبار، والعوض.
  وكذلك كلامهم يدل على ما قلنا، منه ما صرحوا به، ومنه ما يفهم بأدنى تأمل.
  ألا ترى إلى كلام القاسم بن علي # في هذا الفصل كيف جعل الألم بمنزلة الفصاد؛ لأنَّا قد علمنا أن الفصاد وشرب الدواء لا يكون عقوبة وإنما يكون لمصلحة، والإعتبار الذي ذكرنا هو المصلحة في الدين فكان بمنزلة الحياة؛ لأن حياة الدين أعلى من حياة الدنيا، وقوله #، (والخير) دلالة العوض؛ لأن الخير هو النفع الحسن، وذلك حال العوض، ونحن نعلم بعقولنا حسن إيلام أولادنا لنفع يسير، وكذلك نعلم حسن إيلام ربّنا - تعالى - لنا، لنفع كثير، وثواب كثير، ولا يجهل