شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام الإمام القاسم بن علي العياني (ع)، وابنه الحسين (ع) في التفضيل]

صفحة 395 - الجزء 1

[كلام الإمام القاسم بن علي العياني (ع)، وابنه الحسين (ع) في التفضيل]

  [١٨]

  وقالَ في ذاكَ الإمامُ القاسِمُ ... وَسِبْطُهُ الفَذُّ الحسينُ العالمُ

  قَولاً كَدُرٍّ قَدْ جَلاهُ الناظمُ ... يَعْرِفُهُ الحبرُ اللبيبُ الفَاهِمُ

[ذكر طرف من أمر الإمام القاسم بن علي العياني (ع)]

  المراد بالقاسم ها هنا هو الإمام القاسم⁣(⁣١) بن علي بن عبدالله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم À وذكره مشهورٌ، ومجده موفور، فزع إليه الكافة لفضله وعلمه، وكان حبراً مفزعاً ~ قام ودعا العباد إلى طاعته وعقدت له البيعة في أكثر النواحي، واستقر أمره في اليمن، ومَلِكَ أكثرها، وساس أحسن سياسة، وجرت له الأمور على أحسن سنن الإستقامة، وسلك منهاج الهادي إلى الحق # في العدل في الرعيَّة، والقسم بالسويَّة، وبرز في خصال الكمال، ولم يتمار أحد


(١) الإمام المنصور بالله القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم À، نشأ # على العلم والعمل وعلى طريقة آبائه الصالحين، وكان مشهوراً بالبركة إستدعاه أهل اليمن من أرض الشام لما أكلت الجراد ثمارهم وزروعهم، فعند وصوله صرفها الله تعالى عنهم ببركته، وقام ببلاد خثعم، ثم أنفذ رسله إلى اليمن سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، فأجابوه ثم أقام بصعدة، واستقرّت أوامره النبوية في كثير من الأقطار اليمنية ودخل صنعاء ثم نهض إلى نجران في عسكر ضخم بلغ عدد الخيل فيه ألف فارس سوى نيف وثلاثين فارساً، وعدد الرجالة ثلاثة آلاف راجل ومائتين وأربعين راجلاً، فلما استقر بها أسلسوا قياده وخضعوا له #، وكانت وفاته # يوم الأحد لسبع خلون من شهر رمضان من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ومشهده # بعيان من بلاد سفيان مشهور مزور، انظر التحف ٢٠٢، الحدائق الوردية - خ -، الزحيف - خ -، اللآلي المضيئة - خ -، الترجمان (خ).