شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان أنه لا يمر وقت من الأوقات إلا وفي أهل البيت (ع) من يجب اتباعه]

صفحة 408 - الجزء 1

  وقت من الأوقات، ولا عصر من الأعصار إلاَّ وفيهم À(⁣١) من يجب إتباعه، ويحرم خلافه، من الصالحين الذين هم أعلام الدين، وقدوة المؤمنين، والقادة إلى علّيين، والذادة عن سرح الإسلام والمسلمين، وبهم أقام الحجَّة على الفاسقين، ورد كيد أعداء الدين، وهم القائمون دون هذا الدين القويم حتى تقوم الساعة، ينفون عنه شبه الجاحدين، وإلحاد الملحدين.

  وفي ذلك ما روينا عن النبي ÷ أنه قال: «أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم⁣(⁣٢)».

  فكما أنَّا نعلم أنه لا يجوز أفول نجم إلاَّ بطلوع آخر حتى تقوم الساعة، نعلم أنه لا يمضي منهم $ سلف صالح إلاَّ وعقبه خلف صالح.

  وقال الله - سبحانه وتعالى - لنبيئه ÷: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}⁣[الرعد]، فمعنى هذه الآية، والله أعلم، أن الله - جل ذكره - جعل في كل وقت من أهل بيته هادياً لقوم ذلك الوقت.

  فإن قيل: وكيف ذلك والناس لم يهتدوا بهم، ولم يفزعوا إليهم؟.

  قلنا: ليس ذلك يخرجهم عن كونهم هداة، كما لم يخرج النبي ÷ بكفر الكافرين، وعناد الجاحدين عن كونه منذراً.

  وقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}⁣[فصلت: ١٧]، فلم يخرجه ÷ تعاميهم وكفرهم عن كونه هادياً لهم.


(١) نخ (ن): سلام الله عليهم.

(٢) هذا الحديث رواه الإمام المنصور بالله في الشافي، وهو في نهج البلاغة، ورواه في أمالي أبي طالب، ورواه المرشد بالله (١/ ١٥٣)، عن علي #، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (١٩٥)، وغيرهم من أهل البيت $ وشيعتهم، وغيرهم من علماء الإسلام.