شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة با خمرى التي قتل فيها إبراهيم بن عبدالله (ع)]

صفحة 409 - الجزء 1

  فإن قيل: من أين يجوز لكم إطلاق القول بأنه يجب اتباع أهل البيت $ وفيهم الظالم لنفسه، إمَّا بمعصية ظاهرة، وإمَّا بضلال في الدين كما تقولون فيمن خالفكم؟.

  قلنا: كما جاز إطلاقكم القول بوجوب اتباع القرآن مع أنه فيه المنسوخ والمتشابه، فهذا ما احتمله هذا المكان من الكلام في هذه المسألة.

[ذكر وقعة با خمرى التي قُتل فيها إبراهيم بن عبدالله (ع)]

  عدنا إلى تفسير البيت:

  قوله: (باخمرا): يريد؛ الموضع الذي كانت فيه الوقعة بين إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن À، [وبين أبي جعفر الخليفة العباسي الثاني⁣(⁣١)] وذلك أنه كان داعياً لأخيه محمد بن عبدالله النفس الزكية ª في البصرة وما والاها، وقبض له البيعة هنالك، فلما قتل ~ في المدينة - أعني النفس الزكية - وإبراهيم @ على الجملة التي حكيناها عنه داعياً وقد غلب على البصرة والأهواز وما والاهما، وطرد عمال أبي جعفر منهما بلغه # نعي أخيه أول يوم من شوال سنة خمس وأربعين ومائة، وهو يريد أن يصلي بالناس صلاة العيد، فصلى بالناس، ثم رقى المنبر وخطب وذكر قتله، ونعاه إلى الناس، وتمثل بهذه الأبيات:

  أبا المنازل يا عبر⁣(⁣٢) الفوارس من ... يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا

  الله يعلم أني لو خشيتهم ... أو أوجس القلب من خوف لهم فزعا

  لم يقتلوه ولم أسلم أخي لهم ... حتى نموت جميعاً أو نعيش معا


(١) ما بين القوسين زيادة لتتميم الكلام.

(٢) المنازل على صيغة اسم الفاعل بضم الميم من تنازل الأقران في الحرب وعبر مثله بضم العين: القوي الذي يشق ما يمر به يقال: ناقة عبر أسفار، أي قوية، انتهى من حاشية في الشافي، قال في آخرها: انتهى عن خط شيخنا مجد الدين المؤيدي أدام الله آثاره ونفع بعلمه.