شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة أتوه التي أسر فيها المرتضى محمد بن الهادي يحيى (ع)]

صفحة 413 - الجزء 1

  وقتل عامة الطبريين، وقد كان الهادي # عزم على الترجل للموت فكره عليه ذلك الطبريون وقالوا: (أيها الإنسان لا تفعل فإنَّا طلبنا أمراً فوجدناه وهو الشهادة، وإن في المسلمين منَّا العوض، وإن قتلت فلا عوض للإسلام عنك)، وقال له ولده محمد بن يحيى $: (أيها الإنسان لا تفعل فإنك اليوم إن قتلت إنهد ركن الإسلام، وإن قتلنا فإن الله يعيضك بنا) فلم يزالوا به حتى تأخر عنهم # وقال: (أفارقكم فراق، والله غير ساخ بفراقكم)، فتأخر إلى ورور فقتلوا عن آخرهم - رحمة الله تعالى عليهم - وأسر محمد بن يحيى في نفر يسير⁣(⁣١).


= طريق السداد والصلاح ومجاهرة كثير منهم بالمناكير وإظهار الفساد تخلى عن الأمر بعد قدوم أخيه الناصر أحمد بن يحيى من الحجاز، فسلم له الأمر وتوفي # سنة عشر وثلاثمائة، وله إثنتان وثلاثون سنة، ودفن إلى جنب أبيه @، التحف الفاطمية شرح الزلف الإمامية للإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى ١٩٠، الإفادة في تاريخ الأئمة السادة ١٦٩، الشافي، الحدائق الوردية - خ - اللآلي المضيئة - خ -.

(١) وثاني عشرها: سأل أيّده الله عما روينا في الشرح من تأخر الهادي # عن ولده المرتضى لدين الله # يوم أسره، وعن أصحابه ¤ وذكر أيده الله أن للهادي # في ذلك شعراً موجوداً في كتاب سيرته ينكر ذلك معناه أنه لو حضرهم لدافع حتى يموت؛ فكيف ذلك؟

الجواب عن ذلك: أن الخبر الذي رويناه صحيح ولا إشكال فيه ولا روي عن شك؛ لأن أسر المرتضى # كان في (أتوه) والهادي # لم يتخلف من نهوضه من ورور فأقام فيه أياماً، ثم أتى علم بخروج القوم وكثرة من جمعوا من أحزاب الضلال فنهض إلى (أتوه) لكونها أحصن؛ فما راعه إلا وصول القوم - لعنهم الله - في جنود لا يحصى عديدها، ولا ينادى وليدها، قائدهم إبراهيم بن خلف، فنشبت الحرب بين الفريقين، وكان دعام بن إبراهيم الأرحبي في خيل عظيمة؛ فأمر إليه الهادي # يسأله المعونة ببعض خيله فكره.

ودل العدو رجل من أهل خيوان - لعنه الله - على مكان طلعت منه جنودهم حتى صاروا من خلف الهادي # فلما رأى ذلك ثنى رحله للنزول؛ فقال الطبريون - رحمهم الله -: ما تريد؟ =