[ذكر طرف من أمر الإمام يحيى بن زيد (ع)]
  الوصول إلى جانبه إلى أن أتته نشابه وقعت في جبينه رماه بها رجل يقال له عيسى من موالي عنزة فطلب في القتلى فوجده سورة بن محمد الكندي قتيلاً فحز رأسه وحمل إلى مروان الحمار، وكان قتله في شهر رمضان عشيَّة الجمعة سنة ست وعشرين ومائة، وصلب بدنه على باب مدينة الجوزجان، ولم يزل مصلوباً إلى أن ظهر أبو مسلم(١) بخراسان فأنزله وغسله وكفنه ودفنه بأنبير، ومشهده هناك معروف مزور، وتتبع أبو مسلم قتلته فقتل أكثرهم وأخذ الرَّجلين الذين رماه أحدهما وحز رأسه الآخر فقطع أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما، وأمر بتسويد الثياب، وأمر أن يناح عليه ثلاثة أيام، وروي أن في تلك السنة التي أصيب فيها # ما ولد غلام ذكر في خراسان إلا سُمِّي بيحيى إعظاماً له #، وفضائلة لا تحصى.
  ووجه ذكره # وقصته التنبيه على أن منكر فضل أهل البيت $ يشارك نصر بن سَيَّار وأعوانه فيما ركبوا من الجرم العظيم، والخطب الجسيم، بقتله # وقتاله؛ لأنهم لو اعترفوا بفضلهم، وأقرُّوا بحقهم، ما حاربوهم ولا بسطوا أيديهم بالسوء لهم، فانظر إلى ما يؤدي إنكار فضلهم من المصائب في الدين التي لا تنجبر.
  [٢٣]
  وَشَارَكَ الأشرارَ في الكُناسَهْ ... لما نَفَوْا عَنْ جِسْمِ زيدٍ رأسَهْ
  ونَزَعُوا لا قُدِّسُوْا لِبَاسَهْ ... ثم أطَافُوا حَوْلَهُ الحِرَاسَهْ
(١) أبو مسلم، هو: عبد الرحمن بن مسلم الخراساني مؤسس الدولة العباسية، وقائد الحركة ضد الدولة الأموية رافعاً شعار الأخذ بثأر أهل البيت $، وكان من القواد المشهورين قتله أبو جعفر المنصور سنة ١٣٧ هـ.