[ذكر طرف من أمر الإمام يحيى بن زيد (ع)]
  طوس في الإنضمام إلى عمرو لحرب يحيى #، فاجتمعوا، وبلغت عدتهم زهاء عشرة الآف، فخرج # إليهم في جماعة من أطاعه وهم يسير فقاتلهم فلم يثبتوا له وانهزموا وأذرع فيهم القتل، وقتل عمرو بن زرارة، واستباح عسكرهم، وأصاب دواب كثيرة، وخرج من بيهق إلى جوزجان ونزل قرية من قراها يقال لها: أرغوية، ولحق به جماعة من عساكر خراسان، وبقي على أمره مُدَيْدَةً يسيرة مظهراً للعدل، طامساً لرسوم الجور، مجتهداً في إظهار أمر الله، فكان من قوله هناك قوله:
  يا ابن زيد أليس قد قال زيد ... من أراد(١) الحياة عاش ذليلاً
  كن كزيد فأنت مهجة زيد ... واتخذ في الجنان ظلاً ظليلاً
  ومن قوله - أيضاً -:
  خليلي عني بالمدينة بلغا ... بني هاشم أهل النهي والتجاربُ
  رفع المصرع والشعر قافيته مرفوعة، وله وجه في العربية؛ لأن الواو تكون ها هنا للإستئناف لا للعطف فيكون التقدير في ذلك، معروفة لهم أو فيهم؛ لأنه قال بعده:
  فحتى متى مروان يقتل منكم ... سراتكمُ والدهرُ فيه العجائبُ
  لكل قتيلٍ معشرٌ يطلبونه ... وليس لزيدٍ بالعراقينِ طالبُ
[خبر مقتله وصلبه (ع)]
  وتقصّي أخباره يطول شرحها، فنهاية الأمر في ذلك: أنهم وجَّهوا إليه ثانياً جيوشاً جمة كثيرة العدد والعدة، فظهر إليهم # وقاتلهم قتالاً شديداً ثلاثة أيام بلياليها، ونكى فيهم نكاية عظيمة بيده، وانقرض في هذه المدة أكثر أصحابه، وما تمكنوا من
(١) في (ن): من أحب.